ما بعد عودة مدني استبان خيط الجيش الأبيض من خيط المرتزقة الأسود. فالنصر أصبح قاب قوسين أو أدنى للجيش. تبقت جيوب بالجزيرة. وبحري (يا سر الهوى) قريبا في (ضل الوطن) إن شاء الله. في المقابل جعجعة بلا طحين. أي: تهديدات كلها (بيضة ديك). وفي غمرة أفراح الشارع تلك. نلفت نظر الجيش عامة وخاصة الفرقة (١٨) كوستي بالخطر المحدق بالمنطقة الرخوة أمنيا (غرب بحر أبيض) من الصالحة أمدرمان وحتى جنوب تندلتي. وسبق وأن كتبنا عنها. واليوم نذكر. ولعل الذكرى تنفع المؤمنين. نؤكد ومن مصادرنا بأن هناك أعداد كبيرة من المرتزقة وصلت المنطقة هروبا من الجزيرة وأمدرمان. والآن غالبية التواجد في محلية أم رمتة. بل هناك كما أفاد شهود عيان بأن تسليحا نوعيا وصل إليهم متمثل في طائرات مسيرة. إضافة لحركة نشطة ليلا لمراكب من القطينة الشرقية تجاه الدويم. بهذا نجزم بأن الاستعدادات أكتملت تماما للهجوم على الدويم وبقية قرى المنطقة. وخلاصة الأمر نرى بأن تلك المنطقة الرخوة هي المخرج للمرتزقة هروبا لدارفور. أي: عبر غرب بحر أبيض وحتى جنوب أم روابة ومن ثم الاتجاه غربا ما بين الدبيبات والدلنج. لآن الهروب غربا مباشرة من أمدرمان وأم رمتة غير آمن في نظرهم لوجود قبائل: الكبابيش ودار حامد والحمر. وربما القوات المشتركة.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الخميس ٢٠٢٥/١/٢٣