رأي ومقالات

العودة الطوعية

معركة الكرامة عبارة عن سلسلة حلقات متداخلة بعضها البعض. وما أن شارف الميدان العسكري على النهايات إلا وبدأ ميدان البناء. وأول خطوات ذلك تمثلت في العودة الطوعية التي انتظمت هذه الأيام. فقد شكلت تلك العودة ملحمة بطولية نادرة. نجد الرغبة العارمة لدى المواطن البسيط في العودة لداره مهما كانت التحديات. وكذلك تفوق المسؤولون في الإتيان بالممكن وكثير من المستحيل في توفير متطلبات الحياة في ديار العائدين. واكتملت الصورة برجال البر والإحسان وشعبة البصات السفرية في تسيير الرحلات المجانية. عليه نؤكد بأن العودة الطوعية بهذه السرعة دليل عافية. وعلى ضوءها يمكننا التبشير بميلاد سودان جديد. سودان تتساوى فيه الحقوق والواجبات. سودان الحرية والسلام والعدالة على طريقة الشارع الصابر. وليس على الطريقة الحمدوكية التي أوردتنا المهالك. وخلاصة الأمر نجزم بأن مهر العودة الطوعية من جحيم الهجرة الإجبارية نقص في الأنفس والثمرات. دفعها الجيش والقوات الرديفة كاملة غير منقوصة. لذا نطالب العائدين ببذل أقصى درجات التلاحم مع الجيش حتى يكمل صورة الوطن الزاهية التي يترقبها الشارع من بين فرث حميدتي ودم حمدوك.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي

الثلاثاء ٢٠٢٥/١/٢١