لا أعتقد أن ظهور عبدالرحيم دقلو قائد ثاني مليشيا الدعم السريع جاء سهواً ، بل اظن أنه أمر مقصود فى حد ذاته ، حيث ظهرت ثلاثة مقاطع ، واحدة مع الاسير ، وأخرى مع مجموعة من عساكره وصوته واضح ، وثالثة لتوجيهات اثناء سير المعركة..
والرجل الذي ظل مختفياً من الأنظار منذ مهاجمة بابنوسة فى يونيو العام الماضي ، فان السخاء فى توفير صوره ولقطاته ذات هدف ، ويمكن تخمين عدة نقاط:
– أولاّ : اعطاء حركة تعبئة لقوات المليشيا وتماسكها ، ولإعادة إحياء وانعاش دوره مساهمته فى المسرح ، وربما جاءوا مع ثقة بالإنتصار نظراً لحجم المتحرك (أكثر من 540 مركبة قتالية) ، وارادوا ظهور عبدالرحيم كقائد ميداني..
– ثانياً: تعويض نفسي ، لخسارة معركة الزرق ومعركة مدني ، وهذا الظهور لتحديد دائرة إهتمام جديد للمليشيا.. وتناسى ما جرى فى الجزيرة والخرطوم.. وخاصة ان بعص المصادر اشارت إلى وجود عبدالرحيم وعثمان عمليات فى مسرح الأحداث بالجزيرة..
– وثالثاً: لا يمكن إستبعاد (التسريبات) الاخرى عن وصول قائد المليشيا حميدتي إلى الخرطوم ، وجاء هذا الظهور لصرف الانظار عن وجوده ، إلى حين معالجة (تفكك) عناصره فى الجزيرة والخرطوم.. وهو خيار وارد..
ونقطة اخيرة مهمة فى سياق كل ذلك ، أن خيار المليشيا اصبح فى دارفور ، والتركيز على الفاشر ومن اجل ذلك تأمين الحدود مع ليبيا ، واعادة الاعتبار لخسارة منطقة الزرق..
حفظ الله البلاد والعباد..
د.ابراهيم الصديق على
19 يناير 2025م