كانوا أبداً كراماً وفرساناً وشرفاء، وكان سلاحهم العقيدة والالتزام والتسامح والاعتدال والشرعية والقانون. وعبر هذه المنظومة من القيم النبيلة اقتحم الأوباش والغزاة والمرتزقة واللصوص والقتلة مئات القرى البريئة بالجزيرة المتسامحة المطمئنة، نهبوا كل شئ كل شئ حتى أقراط الصغيرات، واغتصبوا الحرائر اللائي ما كن يحلمون أن ينظر إليهن ولو من وراء حجاب. وقتلوا آلاف الشباب الذين كانوا في سماء المجد كالأقمار.
وعندما مضت الصدمة وتصدى النشامى للقتلة وعادت مدني حرة مستقلة من جديد، ومئات القرى آبت إلى حضن الوطن الحبيب، أحصى الثقاة المغدورين من شباب الجزيرة، فكان القتلى بالآلاف، وكان قتل الثأر بالعشرات من هؤلاء المجرمين، ورغم هذا قامت الدنيا ولم تقعد كأنهم لم يشاهدوا قتلى رفاعة والهلالية وتمبول ود النورة وودراوة والسريحة وازرق والأخريات. وما دام (الحساب ولد) فعلى المتباكين من أهل المرض والغرض أن يطرحوا من العشرات من هلكاهم من الالاف من شهداءنا ( ويدونا الباقي)
إن هذه الهجمة الزائفة الكذوب هي مجرد محاولة يائسة لطمس انتصار مدني الباهر وتحرير الجزيرة ولفت الانظار بعيداً عنها. ودرء هزيمتهم النفسية من انتصار العاصمة الذي بات قاب قوسين أو أدنى، وكسر الفاشر الجسورة لكل محاولات كسر العظم البلاتيني الذي استعصى على الأجنبي الممول والغازي، وقد صدق الفنجري حين قال بين يدي الحدث:
خسارة السني نار تستاهل الثكليب
والضايق الحرام بالصح بخاف الشيب
كواي العزاز لابد ينالو لهيب
وهمّال المُراح ما برجى منه حليب
حسين خوجلي