هناك فرق كبير بين العقوبات الأمريكية علي البرهان وتلك التي فرضتها علي حميدتي واسرته بما أن التهم ضد آل دقلو تضم أفدح الجرائم في القانون الدولي الأنساني. ولكن الاهم من ذلك أن البرهان فرد في مؤسسة واسعة لو أجرم أو سجن أو أعدم فان المؤسسة تستمر بعادية. وحتي لو قبلنا مقولة ياسر عرمان أيام كسير التلج قبل ثلاثة أعوام بان “البرهان جنرال ماهر” فان ذهابه من المشهد أو موته قد يفسح المجال لجنرال “أكثر مهارة” أو أكثر دموية وتستمر المؤسسة سواء أن كانت دولة أو جيش أو كيزان.
أما حميدتى فهو أهم واكثر ثقلا من البرهان. حميدتى مؤسسة، إصابته بعطب تربك وتشل ألاف الجند والصحفيين والحلفاء في الداخل والخارج. بما أن حميدتى أكثر أهمية للجنجا مقارنة باهمية البرهان للجيش لذلك فان العقوبات الأمريكية عليه أشد وقعا في ميزان السياسة.
عموما أتت العقوبات الأمريكية علي البرهان خفيفة ورمزية. وهذه عقوبات وداع من إدارة تذهب إلي قبرها يوم الأثنين لتعقبها إدارة ترمب المشهور بحبه لتمزيق قرارات سابقيه من الحزب الديمقراطي. لذلك فان الموقف الأمريكي الأهم سوف يتبلور مع إستلام الإدارة الجديدة بعد يومين. ومن الصعب التنبوء بإتجاه ريح إدارة ترمب ولكن شيء من الفحص الموضوعي لتوجهات الرجل والتوازن الإقليمي يرجح أن صعود ترمب سوف يكون خصما علي الحلف الجنجويدي. ولكن لا يمكن التأكيد علي شيء في خضم كل هذه الرمال المتحركة. الشيء المؤكد الوحيد هو عدم صواب خط دعاية كيزانية تقول بان إيقاف ترمب لتمويل منظمات التهتك الإجتماعي سيؤثر علي المشهد السوداني. ده كلام ساي. أو كلام وتسب ذي ما قال حميدتى.
معتصم اقرع