يتساءل الكثير من الأزواج، رجالًا ونساءً، حول ما إذا كانت الملائكة تلعن الزوجة إذا امتنعت عن زوجها، خاصة مع انتشار اعتقاد بأن ذلك يمثل عقوبة دنيوية للمرأة التي ترفض تلبية طلبات زوجها. ومن هنا تظهر أهمية الفهم الصحيح لتعاليم الدين الإسلامي وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم المتعلقة بالعلاقة الزوجية.
أوضح الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، ضرورة فهم الأحاديث النبوية في سياقها الصحيح لتجنب الفهم الخاطئ الذي قد يؤدي إلى توتر العلاقات بين الزوجين. وذكر في إجابته عن سؤال: “هل الملائكة تلعن الزوجة إذا امتنعت عن زوجها؟”، أن بعض النساء قد يجهلن طبيعة العلاقة الزوجية، مشيرًا إلى واقعة امرأة طلبت الطلاق خوفًا من لعن الملائكة لها لعدم قدرتها على تلبية احتياجات زوجها.
وأكد الشيخ عويضة أن بعض الأزواج يسيئون استخدام الحديث الشريف: “إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح”، كوسيلة للضغط على الزوجات، وهو ما يخالف مقاصد الشريعة الإسلامية التي تقوم على التفاهم والتراحم بين الزوجين.
وأضاف أن الحديث لا يعني أن المرأة ملزمة بطاعة زوجها في كل شيء دون اعتبار لحقوقها ومشاعرها، بل يجب أن يسود التفاهم والتعاون بين الطرفين. كما شدد على أهمية تجنب الزوجة استخدام هجر الفراش كوسيلة للعقاب، داعيًا إلى الحفاظ على الاحترام المتبادل والمودة كأساس لاستقرار الحياة الزوجية.
ونبه إلى أن الرجل يجب أن يقوم بدوره كاملاً في رعاية أسرته وبيته، وألا يضغط على زوجته في أمور قد تكون خارج نطاق قدرتها، ناصحا الزوجات بالحفاظ على حسن التعامل والاحترام مع أزواجهن.
وتابع: وعدم الامتناع عن بعض الأمور التي قد تؤدي إلى نزاع غير مبرر، داعيًا إلى ضرورة إصلاح العلاقات الزوجية عبر التواصل الجيد والعشرة الطيبة، مؤكدا على أن كل طرف يجب أن يراعى الظروف الخاصة بالآخر.
صدى البلد