معتصم أقرع: أما اليسار ففي العسر

منذ أول طلقة في هذه الحرب قلنا أنه مهم كانت عيوب الجيش والدولة السودانية فان الحل ليس ميليشيا تملكها أسرة مافيا إقطاعية عميلة للخارج.

وقلنا أن الواجب الملح هو التصدي بحزم للغزو الأجنبي علي رماح ميليشا اغتصابية روعت المدنيين. وقلنا أن التصدي للميليشا أولوية اللحظة التاريخية التي لا تلغي التاريخ السياسي لاحد ولا إلتزامه الديمقراطي المناصر للفقراء في حاضر أو مستقبل.

وقلنا أن التصدي للميلشيا لا يعني بالضرورة التنسيق أو التعاون مع جيش أو كيزان فمن الممكن علي كل وطني أن يحارب من منصته المستقلة التي لا علاقة لها بكيزان ولا جيش لزوم حفظ العذرية الثورية لمن أراد. ولو دافع صبي عن قريته ضد الإغتصاب لان ذلك جهاد يحمله إلي الجنة فذلك حقه يشكره عليه أهل القرية. ولو دافع عن القرية ملحد أو علماني أو محب للمريسة فان ذلك مروءة ووطنية. ويتوحد الشعب علي تباين مذاهبه العقائدية لان اللحظة لحظة وطنية وليست لحظة مذهبية. وهذه نقطة من الوضوح في ظل هذا التحدي لوجود الوطن لا يذهل عنها إلا يسار دوغمائى تمكنت منه النزعة الطائفية تمكنها من عقل الطالبان وداعش وزادت.

ما قلناه تقييم سياسي يمكن الإختلاف معه وتبيان عيوبه إن وجدت. ولم ندع إطلاقا إمتلاك الحقيقة ولا الحكمة الأخيرة في أي قضية. ولكن جماعات معتبرة من الليبرال واليسار أختارت الحياد ولم تنظر للموقف بامانة ولم تنتقده بامانة.

ولكن هذه الجماعات غير مطمئنة في حيادها المجيد الذي فارق عدم حياد الشعب الذي يهرب عندما يقترب الجنجا من بلدة ويعودون إليها لو استردها الجيش. ولانها غير مطمئنة في “في حيادها الثوري” المجيد فقد شطحت ببهت كل من رفض المشروع الجنجويدى بلا حياد يساوي بين “طرفي الصراع”. ولجأت لحيلة رخيصة وهي تصوير كل من حاد عن حيادها المجيد بانه صبأ وخرج من كنيسة اليسار وانضم لمعسكر الكيزان والحكم العسكري والدليل الوحيد علي ذلك أتفاقه مع غالبية الشعب التي تصوت بأقدامها بان هناك فرقا شاسعا بين الجيش والجنجويد رغم أن هذا القول لا يعني إعطاء براءة لجيش أو كيزان عن ماض أو مستقبل إلا في تدليس العاجز عن مواجهة الحجة كما هي فيقوم بتزوير تفسيرها ثم يصرع فساد تفسيره بتهكم رائع وكأنه صرع الحجة.

وهكذا تحرز جماعات من اليسار والليبرال هدف مركب في مرماها إذ يقول موقفهم عمليا أن من شروط الحصول علي صك الوطنية اليسارية هو الحياد في غزو خارجي من دول القرون الوسطي علي يد ميليشيا إقطاعية تملكها أسرة مافيوزية. وهكذا يصبح التساهل مع الغزو الأجنبي من شروط يسارية اخر الزمان.

ويصبح رفض الغزو الخارجي والهمجية الميليشية كوزنة ولعق لبوت العسكر ولا أدري عن خدمة أجل للعسكر والكيزان بربطهم بالتصدي للغزو الخارجي وتعريف اليسار بالتساهل مع الغزاة حين يساويهم مع كل من يدافع عن وطنه ولو كان ماركسي دهري أو مستنفر أو حامد ربو جامد أو محمد صديق أو غاضب أو ملك إشتباك.

منذ أول أيام هذه الحرب قلنا أنها تخلق أوضاعا مربكة فكريا وعلي اليسار أن يدير إختلاف الاراء حولها بحكمة وتسامح لا يكفر الراي الاخر إلي أن ينجلي الأمر وتعود الوحدة ويتعزز العمل المشترك. وقد ألتزم بهذا الخلق الكثير من اليساريين والتزم به الحزب الشيوعي الذي لم يزايد علي من أختلف مع حياده المجيد. ولكن اليسار الجزافي، الغماز، الهماز، اللماز الذي صار تنويعة علي تخت الحان تقدم رأي غير ذلك ونفي من نفي من كنيسته وهذا من حقه ونحن نحترم حرية الراي وحرية التعبير.

ونختم بتون أيجابي يقول لحملة أختام اليسار والثورية البابوية ألا يقلقوا فنحن لا ننازعهم مملكتهم ولم ندع تمثيلها ولا للحديث باسمها وظللنا نردد أن راينا راي فرد يمثل نفسه فقط ولا يمثل راي أي جهة أو تيار.

معتصم أقرع

Exit mobile version