إنتصارات الجنجويد البيروسيية التي أرعبتنا
إنتصارات الجنجويد البيروسيية التي أرعبتنا:
قبل أكثر من عام كانت المعنويات الوطنية في الحضيض والحلف الجنويدي يتبختر من نصر إلي آخر ويسخر كتابه من الشعب ومن الجيش ويطلبون منه الإستسلام والانحناء لهم. حينها كتبنا وقلنا أن الجنجويد لفي خسر لان مشروعهم مستحيل لاسباب بيناها. ثم وصفنا التقدم العسكري للجنجويد بانه من أنواع النصر البيروسي – أي النصر الباهظ الثمن الذي يلحق بالمنتصر خسائر فادحة لدرجة أنه يعادل الهزيمة. وهذا النصر ينفي أي إحساس حقيقي بالإنجاز ويضر باهداف الحلف الجنجويدي على المدى الطويل.
وحين كتبنا ذلك جاءت حكامة نبتت قرونها وضحكت من كلامنا الجاهل سخرية فهي القرن الوحيد العارف المطرة صابة وين.. ولكن لا أدري هل ما زالت ضاحكة بعد الأحداث الأخيرة لانها إختفت في إجازة منذ عودة مدني لاهلها.
أدناه مقالتان عن الطبيعة البيروسية للأنتصارات الجنجويدية في النصف الأول من المباراة والتي أرعبت الجميع بمن فيهم شخصي الغير ضعيف. والحمد لشعبنا الذي منحنا الثبات.
إنتصارات الجنجويد البيروسيية التي أزعجت الحلفاء:
٢٣ ديسمبر ٢٠٢٣
المفارقة: حقق الجنجويد انتصارات عسكرية مهمة في غرب ووسط السودان بينما تراجع الجيش السوداني. ومع ذلك فإن الجنجويد منفتحون على التفاوض. لماذا؟ لأن الجميع يعلم أن الجنجويد لا يستطيعون الحكم، فليس لديهم القدرة ولا الرغبة في الحكم. وتتمثل خطتهم في الحكم خلف واجهة مدنية يقدمها حلفاؤهم السياسيون.
ولكن إذا استولى الجنجويد على البلاد بقوة السلاح، فسيصعب على حلفائهم السياسيين الظهور والحكم معهم والكشف عن التحالف غير المعلن. ولهذا السبب يأمل الجنجويد وحلفاؤهم في عملية سياسية تحجب طبيعة التحالف من خلال ضم فصائل أخرى وكيانات دولية وإقليمية تعمل كقناع يخفي طبيعة التحالف.
ومن ناحية أخرى، فإن الجيش وأنصاره من الإخوان وغيرهم – رغم ضعفهم الراهن – متشككون بشأن المفاوضات لأنهم يعتقدون أنها ستكون فخًا لأن تحالف الجنجويد يتمتع بدعم خارجي من أثرياء وأقوياء، ولأن العملية السياسية ستؤدي على الأرجح إلى إخراج الجيش من السياسة وتأميم شركاته وأصوله الاقتصادية بينما سيحتفظ الجنجويد بإمبراطوريتهم الاقتصادية تحت ستار كونها مملوكة لأفراد. وسيستمر نفوذ الجنجويد السياسي الثقيل عبر واجهة حلفائه في الداخل والخارج.
وعلى الرغم من انتصاراتهم الأخيرة، فشل الجنجويد في تحويل هذه الانتصارات العسكرية إلى مكاسب سياسية. وفي الواقع فإن الغزوات العسكرية الأخيرة للجنجويد تحمل بذور هزيمة سياسية هائلة لأنها ستجعل من الصعب على حلفائهم في المستقبل أن يتقدموا لتوفير واجهة مدنية لعصر الجنجويد المحتمل.
إن حقيقة أن الجنجويد ليس لديهم القدرة أو الرغبة في الحكم هي حقيقة مهمة تفسر أشياء كثيرة. إحداها أن بعض القوى المدنية راهنت على حصان الجنجويد لأنهم بعد أن يحققوا النصر العسكري سيسلمونها السلطة السياسية وتوفير حماية ميليشية لسلطتهم.
كما تفسر تلك الحقيقة سبب إعلان الجنجويد أنهم سيسمحون لمدن الجزيرة بالحكم الذاتي. وهذا ليس من باب احترام حقوق الناس ولكنه اعتراف بأنهم لا يستطيعون ولا يريدون تحمل مسؤوليات الحكم التي تشمل الحفاظ على النظام وتوفير الحد الأدنى من الخدمات الحيوية مثل الكهرباء والماء والتعليم.
التقدم العسكري للجنجويد في الأيام السابقة نوع من أنواع النصر البيروسي – أي النصر الباهظ الثمن الذي يلحق بالمنتصر خسائر فادحة لدرجة أنه يعادل الهزيمة. وهذا النصر ينفي أي إحساس حقيقي بالإنجاز ويضر باهداف الحلف الجنجويدي على المدى الطويل. وهذا هو سبب انزعاج مناصري الجنجويد تحت تحت من الانتصارات العسكرية ما أضعف أحتفالياتهم وشماتتهم.
ماساة الحلف الكدمولي و انتصاراته البيروسية:
١٥ يناير ٢٠٢٤
من سيرياليات غموض هذه الحرب أن الحلف الجنجويدي متفوق كثيرا بسلاح الخارج وماله الوفير ودعمه السياسي والدبلوماسي والإعلامي ويتمتع بجحافل من الجنود لا حصر تهبط كالجراد من الصحاري وقاع المدن السودانية ومع ذلك يصرخ الحلف الجنجويدي من الألم ويستجدي التفاوض (كشرك؟). لماذا يصرخ الحلف الجنجويدي رغم إنه ربما بامكانه حسم المعركة عسكريا إن أراد مع سادته في الخارج؟
السبب بسيط وراء خوف الحلف الجنجويدي من السيطرة الكاملة وهو افتقاده الكامل للمشروعية وللقاعدة الاجتماعية – السياسية اللازمة للحكم فلا سلطة تجلس كاملا عل أسنة الرماح في غني عن حد أدني من القبول الأجتماعي.
وحتي المكون المدني للحلف الجنجويدي يخشي النصر الكامل لانه قد يسقط قناع الكدمول عن الحلف السري (زواج عرفي) الذي لا يستطيع أن يعلن عن نفسه لذلك تراهم يبحثون عن طبقة أخري من الأقنعة فوق الكدمول والكرفتة والعمامة يستحسن أن يكون بها شيوعي وجنرالات جيش ودلاقين أخري تغطي وجه الحلف الكدمولي.
كان أمل أرباب الحلف أن يضفي مدنيو التحالف مشروعية لجيش الجنجويد ولكن حدث العكس إذ سحب إجرام الأشاوس المشروعية من المدنيين المتحالفين معهم.
من هنا تكتسب المقاومة السياسية والفكرية أهمية خاصة في هزيمة مشروع الحلف الجنجويدي المدعوم من الخارج.
معتصم اقرع