رأي ومقالات

عائشة الماجدي: عادت مدني وقد إختفي جلحة واختبأ قُجة يلطم خده من بعيد ومات حريكة

مدني أخجل من البلاغة وأخشى السجع في مدحي لك (مدني) أُسكبي التاريخ في جوف الكبرياء وأمزجيه بحرارة النصر ثم أنفثيه موجاََ من بحر …

عادت (مدني ) لا إنسحاباََ تكتيكياً كما يزعم سفهاء إعلامي المرتزقة ولا هروب جماعي عادت ( حمرة عين ) ورجالة بفضل الله ثم بفضل الرجال عادت مدني وطال صراخ الجنجويد وظهر قائدهم الهالك عبر تسجيل صوتي يبكي ويشكي حاله مثل النائحات الصائحات الثاكلات في العشيات والضحى …

عادت مدني وقد إختفي جلحة واختبأ قُجة يلطم خده من بعيد ومات حريكة وجع وهزل عمر جبريل جميعهم كانوا قبل أيام يتوعدوا الكُل في مدني منو غيرنا يقدل فيها …

عادت مدني وقد إختفت آلالاف التاتشرات ومئات القيادات ومئات الآلاف من الجنود مليارات الجنيهات المنهوبة والسيارات المسروقة والمطبلين ليعلم شعب السودان إن فرع ( زعيط ومعيط ) وجنودهما كانوا خاطئين عادت ( مدني ) بفضل الله ثم بفضل ‏الرجال الحقيقيين الذين لا ينتظروا أموالاً تغدق عليهم حتى يُصبحوا رجالًا وإنَّما تلدهم أمهاتهم رِجالاً مكحلين بالشطة جنوداََ وضباط واجهوا أخطر تمرد وأسوأ حرب على مر التاريخ حرب أجتمعت فيها ثلاثية (الغدر والخيانة والمؤامرة).. حرب إجتمع فيها أسوأ تحالف عبر التاريخ تحالف (مليشا عيال دقلو ومرتزقتهم وتقزم وسفهائها )…

شهوراً وجيشنا يرصف خلالها طريق الكبرياء واطيين حافييين على أشواك وجمر المؤمرات عبر خلالها أودية الموت التي عافها الناس وهجرها أشجع الشجعان ما أنكسروا ولا ركعوا ولا وهنوا ولا هانوا شهور ذاق فيها إنسان ( الجزيرة) من الويل والمجازر الدموية ما تشيب له الأبدان ومن العذاب ما يفزع القلوب ومن المناظر ما يحبط الآمال ويكسر الخاطر عاشوا أحلك لياليهم حينما تأمرهم مليشيا دقلو أن يردموا التُرع بأيديهم وأن يستفوا مياه الكنارات والميجر بأجسادهم وما بين ذلة أقيف فوق وأقعد تحت وتلك شطحة المجرم شارون لدقون كُبارنا إستهتار وقلة أدب , ولكن أهل الجزيرة رفضوا إلا أن يكونوا من الصابرين الصادقين رغم الأسى والوجع وبدعوات الأمهات وإبتهالات الآباء في جوف الليل رغم منعهم من دخول المساجد عادت (مدني) بعد أن قدم أبناء الوطن أرواحهم رخيصة فداءاََ للوطن وسقاية للنبت النضير الطيب …

في لحظات الفرح هذه تُضاء دواخل كل السودانيين بمشاعل العرفان لجنودنا البواسل الذين حمّر دمهم خضار الكاكي ( الحارس مالنا ودمنا.. أريد جيشنا جيش الهنا) يُرددها الكل منذ الأمس بطول المسافة من كل بقاع السودان إلى مدني الحاضرة أبداََ الساكنة في النفوس دوماََ إن لم يكن بأهلها فبمشروعها وعطرها وألقها …

مدني سناء الفجر وغناء السواقي وخيوط الطواقي وصفاء السماء في عيون بناتها وأولادها يخشى أهلها مكاناً لا يؤدي إليها وطريقاً ليست في منتهاه هم يسيرون إليها حتى وهم هنا وهم هناك..وهم في أي مكان حول العالم آلا تراهم أقرب الناس حنين بعضهم إلى بعض هم وطن يحنو إلى وطن …
إنها ليلة مدني ليلة (أخوان عثمان مكاوي ومحمد صديق و عبدالرحمن ) ليلة ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻜﻮﻉ ﺇﺣمي ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺗﻨﻘﺎﺱ وﻛﻼ‌ﻣهم ﺑﺒﻘﻰ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ﻭﺍﻟﻠﻔﺦ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺍﺱ …

بالأمس أكدت القوات المسلحة إنها بعون الله قلعة الوطنية والرجال وحصن البلد المنيع ومربط المسؤولية وراية العز التي لا تنتكس أو تنكسر بحول الله وعطاء الرجال وستبقى في يد الشعب سيفه ومشعله وبلسم الشفاء الطاهر كلما أثخنته الجراح مسح بها كفه وراحته ووجهه الشامخ فطالته العافية وإزدادت فيه المناعة…

عادت مدني ووحدت الشعب السوداني كله بُكاءاََ وفرحاََ هسترياً مثل يوم سقطوها الملعون بكاها الكل.. تظل مدني مسمار نص الوجدان السوداني الجميل في كل بقاع العالم أينما وجدوا سودانيون وجدت مدني في الخاطر والبال …

عادت (مدني) فليشنق إبن الجزيرة العاق (خالد سلك) نفسه قبل أن ( يشنق سفته) عادت (مدني) لتثأر من (التعايشي وحمدوك وعبدالباري وصلاح مناع ووجدي صالح ومحمد الفكي وعروة وعرمان الذي قال يجب أن يتعايش أهل الجزيرة مع الجنجويد ) وإن تعلقوا بأستار الكعبة عادت (مدني) لتنصب المشانق لنسل الملاقيط ومرتزقتهم وملاقيطهم ولتقبر(تقزم ) وبلطجيتها وسِكيريها عديمي المروءة ونشطائها العاطلين إلى الأبد …

ليخرج رفقاء وأخوان وأهل شهداءنا وأبطالنا على من خانوا وطنهم وسرقوا أعمارهم وممتلكاتهم مرفوعين الرأس مهللين.. مدني وغيرها عصية على الجنحويد …

مُبارك لأهل الجزيرة عودة مدني ومُبارك لأمهاتنا العودة إلى ديارهم ومُبارك للسودانيين كلهم عودة المحبوبة مدني وعقبال عرس السودان الكبير بالخرطوم الرابحة بإذن الله…

عائشة الماجدي