رأي ومقالات

امتحانات الشهادة .. أمن يا جن!!

*الصورة التى عرضها أستاذنا عادل الباز حول هتاف طالب داخل أحد مراكز امتحانات الشهادة السودانية بالصوت العالي – أمن يا جن- كان لها وجه آخر مع ذلك الذي عرضه الباز مستعرضا تغيير الصورة الذهنية لجهاز الأمن -المخابرات العامة عند الناس بين الامس واليوم*
*الوجه الآخر لهتاف ذلك الطالب وغيره من زملائه في مراكز الإمتحانات المختلفة والذين عبروا بمختلف المواقف كان أيضا بسبب دور المخابرات العامة في إنجاح امتحانات الشهادة السودانية*

*كان جهاز المخابرات العامة ومنذ لحظة الإعداد لإمتحانات الشهادة وطوال مسارها وحتى إنتهائها موجودا في كل التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة – بالمشاركة احيانا والأضطلاع بكامل المهام أحيانا كثيرة*

*غالب الإجتماعات والترتيبات والإجراءات لإنجاح امتحانات الشهادة السودانية كانت تتم داخل مقار جهاز المخابرات العامة وكانت العمليات خارجه من نقل الطلاب وتأمينهم إضافة الى المحافظة على أوراق الامتحانات نفسها-كلها وغيرها كانت عمليات استخبارية كاملة الدسم*
*إن التحدى الذي كسبه جهاز المخابرات العامة في امتحانات الشهادة الأخيرة أنها – وللمفارقة- كانت ولا زالت وحتى الآن الإمتحانات الوحيدة التى قامت وانتهت دون عمليات تسريب يذكر أو كشف يعتد به أو غش ظاهر كبير رغم ظروف الحرب الإستثنائية والتى كان من الممكن أن تجعل ذلك مفسرا ومبررا*

*إن عملية إجراء وإخراج إمتحانات الشهادة السودانية على النحو الذي جرى لم تحدث حتى في ظل الظروف الطبيعية للبلد!!*

*نجح جهاز المخابرات العامة في سد كل الثغرات وشاركت كتائبه مع بقية القوات في حفظ سلامة الطلاب ولما مضى نصف الزمن عمد أعوان المليشيا الى الفبركة ونشر الأخبار الكاذبة ولكن -انتهى الزمن المحدد للإمتحانات وتم جمع الأوراق وبارت أحلام المليشيا وأعوان المليشيا*

*إن طبيعة عمل جهاز المخابرات عامة والتى تجرى من خلف الكواليس لا تظهر دورها الكبير خلف الكثير من الأعمال وعلى سبيل المثال ما عرضت وان كانت في ذلك لا تريد جزاءا ولا شكورا بل تقف المخابرات بأدب المجالس مفسحة المجال لغيرها من الشخصيات والمؤسسات لتتقدم عليها ولكن من باب الإنصاف أن يعلم الناس إن لم يكن بمقال للباز أو المدنى فبذلك الهتاف العالي — أمن يا جن !!*

*بكرى المدنى*