رأي ومقالات

🔴 مدني سقطت بالكامل وستكون أهم مدينة يتم تحريرها ربما في الحرب كلها

البعض كانوا يكرهون برنامج ساحات الفداء. الآن كل الوسائط عبارة عن برنامج “في ساحات الفداء” بشكل مفتوح ومتواصل وبمشاركة الجميع.

أيام سوداء على القحاتة وأشباه القحاتة؛ لم يتوقعوا ولا في أسوأ الكوابيس أن تصبح كل الساحات ساحات فداء وبهذه المشاركة الشعبية الكاسحة.

ولن يتوقف الأمر هنا، فنحن أمام بداية لتاريخ جديد للسودان تدشنه هذه الانتصارات.
ولحظة تحرير مدني ستكون هي ذروة الانتصارات لأنها ليست مثل العاصمة المثلثة حيث بقي الجيش في عدد من المواقع، ستكون أهم مدينة يتم تحريرها بالكامل. فالعاصمة لم تسقط حتى يتم تحريرها، الجيش ظل موجودا في أم درمان وبحري والقيادة العامة والمدرعات.
مدني سقطت بالكامل وستكون أهم مدينة يتم تحريرها ربما في الحرب كلها، بعد مدني لن يكون هناك حدثا بنفس الأهمية من الناحية السياسية والإعلامية إلا مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور. لن نحتفل بتحرير الخرطوم لأنها لم تسقط كما لم نحتفل بتحرير أم درمان ولكن سنحتفل بتحرير مدني ونيالا والجنينة.
فنحن الآن نقترب من أهم حدث في هذه الحرب منذ بدايتها.

كل ما حمله سقوط مدني من دلالات على قوة المليشيا وضعف الجيش وعلى انتصار المليشيا وهزيمة الجيش وعلى ضعف وانكسار الشعب السوداني وقلة حيلته، كل هذا يستحيل إلى العكس؛ تصبح الدلالة هي قوة الجيش والشعب وضعف وانكسار المليشيا وهزيمتها.

وكذلك بتحرير الجزيرة وقبلها سنار تنتهي دعاية حلفاء المليشيا ورهانهم للعودة من جديد من بوابة الهزيمة بدواعي حماية المدنيين الذين عجز الجيش عن حمايتهم. فالشعب السوداني ينتصر ويسترد حقه بالقوة ولا يحتاج إلى شفقة وعطف الخونة. فليحتفظوا بهما لأنفسهم لأنهم أحوج إلى العطف وإلى الشفقة في مقبل الأيام.

حليم عباس
حليم عباس