حواضن الميليشيا كانوا صامتين ومخنوقين من انتصارات الوطن السياسية بمعاقبة قائد الميليشيا بجرائم الابادة الجماعية في السودان وجعل اعلان حكومتهم مجرد حلم بعيد المنال او وضع عقبة كبيرة في قبولها لدى المجتمع الدولي، وايضا الانتصارات العسكرية التي تحققها الحيش والمشتركة في محاور دارفور والجزيرة، توالت عليهم المحن، وجاء مقطع الفيديو الذي أظهر عملية تصفية لاحد المتعاونين من قبل بعض الافراد المحسوبة على الجيش بردا وسلاما عليهم فخرجوا يرغون ويزبدون على مقتل شخص، وبالرغم من قناعتنا التامة في ان ما حصل امر خطير ولا يقبله احد، وهو تصرف لا يشبه الجيش ولا يعدو أن يكون الا تصرفا فرديا ويجب أن يتخذ فيه الإجراء القانوني الرادع حتى لا يتكرر مثل هذه التصرفات الغير مقبولة مرة اخرى. وجاء بيان الجيش واضحا جدا في انه تم القبض على من فعلوا هذا التصرف الذي لا يشبه أخلاقيات الجيش، لأن الجيش يمثل دولة ويجب أن يتم معاقبة اي متعاون وخائن وعميل وفقا للقانون فقط. وقد وجد هؤلاء ضالتهم من حيث لم يحتسبوا، واعادوا شريطهم المشروخ والحديث حول كتائب الكيزان، ودولة الدواعش وهم يقصدون الجيش وما وجدوا كلمة مشينة الا والصقوه في الجيش ليشفوا غبينتهم.
لم يتوقعوا على الإطلاق مثل هذه المواقف حتى يخرجوا من جحورهم ليطعنوا في الجيش وهم يعلمون جيدا ان مثل هذا التصرفات لا يعدو غير ان يكون الا تصرفا فرديا لا يمثل الجيش ولا عقيدته، ولو كانت مثل هذه الحالات ممنهجة لأمتلأت شوارع ولايات السودان المختلفة بالدماء، من اول يوم من الحرب، الشعب السوداني يشاهد بألم كم من آلاف من المواطنين السودانيين الذين قتلوا على يد الميليشيا المجرمة بعد الأسر باطلاق الرصاص عليهم مباشرة والموت جوعا وتعذيبا في المعتقلات بصورة متعمدة وممنهجة على اساس عرقي وقبلي في مقاطع كثيرة، وحتى استيلائهم على بيوت المواطنين ونهبها كان يتم على اساس عرقي وقبلي ولم يتحدث ضد سلوكهم احد من هؤلاء المتباكين على الانسانية بدموع التماسيح.
د. عنتر حسن