“عندك بنكك؟”، العبارة الشهيرة التي أصبحت رائجة في مدينة بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر شرقي السودان، بعد قرار بنك السودان المركزي بتغيير العملة من فئتي الألف والخمسمائة جنيه، لتعكس تحولاً في التعاملات المالية مابين المواطنين وأصحاب المهن المختلفة، خصوصاً سائقي سيارات المواصلات العامة وأماكن بيع الطعام والشاي والقهوة.
وبات لافتاً استخدام سائقي الركشات لتطبيق بنكك لجذب زبائنهم من الركاب في المدينة التي أضحت العاصمة الإدارية المؤقتة للحكومة السودانية، مما يعكس تنامياً في استخدام تطبيقات الدفع النقدي الإلكتروني بدلاً عن التداول بالعملة الورقية.
وفي جولة لمراسل “المحقق” في آخر يوم لعملية تبديل العملة، التي انطلقت في العاشر من ديسمبر الماضي بعد أن أعلن بنك السودان المركزي أن العملات بأيدي المواطنين في الولايات المتأثرة بالحرب ستكون مبرئة للذمة إلى حين استبدالها.
وتجري عملية استبدال العملة في ولايات البحر الأحمر، وكسلا، والقضارف، ونهر النيل، والشمالية، وسنار، والنيل الأبيض، وإقليم النيل الأزرق، وستتم في ولاية الخرطوم خلال أسبوعين بعد استئناف عمل فرع بنك السودان المركزي بأم درمان.
وفي أحد أماكن بيع الطعام، تبدو حواء سعيدة وهي تطمئن زبائنها الذين يرغبون في تناول طعام الإفطار المصنوع من القراصة البلدية وهم لا يحملون النقود الورقية، وذلك بعد أن نجحت في فتح حساب بنكي لتستخدم التطبيق في عملية البيع.
وتواجه عملية التحول من التعامل بالعملات الورقية إلى النظام النقدي الإلكتروني عدة تحديات من ضمنها انتشار ثقافة فتح الحسابات في البنوك واستخدام التطبيقات في التعاملات المالية وتحسين شبكة الاتصالات والإنترنت وزيادة نقاط الدفع الإلكتروني.
وقبل يومين، قال وزير الإعلام والمتحدث باسم الحكومة السودانية خالد الإعيسر إن السلطات رصدت محاولات من جهات منتسبة إلى التمرد – في إشارة إلى الدعم السريع – لزعزعة عملية استبدال العملة.
وفي 10 نوفمبر الماضي أعلن بنك السودان المركزي عن طرح العملة الجديدة بسبب انتشار عملات فئة 1000 و500 جنيه مزورة، أدت إلى زيادة السيولة النقدية وتأثيرها السلبي على استقرار الأسعار.
وقال البنك المركزي أن خطوة استبدال العملة تأتي في إطار “حماية العملة الوطنية وتحقيق استقرار في سعر صرفها، ومواجهة الآثار السلبية للحرب الدائرة، خاصة بعد عمليات النهب الواسعة التي قامت بها قوات الدعم السريع لمقار بنك السودان وشركة مطابع السودان للعملة في الخرطوم”.
بورتسودان – المحقق – طلال إسماعيل