منوعات

جنادل أسوان.. ملتقى المصورين ومأوى الطيور

تجذب سياحة مراقبة الطيور المهاجرة عشرات المصورين الهواة إلى مدينة أسوان سنويًا، حيث يتوافدون خلال هذه الفترة لالتقاط أجمل الصور ومتابعة مئات الأنواع من الطيور المهاجرة خلال رحلتها الموسمية نحو دفء الجنوب.

تُعد منطقة الجنادل في أسوان واحدة من أبرز نقاط تجمع الطيور خلال مواسم الهجرة السنوية. بفضل المساحات الخضراء المحيطة بها، توفر هذه المنطقة بيئة آمنة للأسراب القادمة من برودة أوروبا، والتي تعبر الأراضي المصرية من الشمال إلى الجنوب في رحلة تقليدية مستمرة منذ قرون.

تُعتبر مراقبة وتصوير الطيور من الهوايات الشائعة في مصر، خاصة بين فئات واسعة من الهواة الذين ينظمون رحلات موسمية إلى مواقع تجمع الطيور للاستمتاع بمشاهدتها وتوثيقها عبر عدسات الكاميرا. وتتميز أسوان بتنوع كبير في أنواع الطيور المهاجرة والمقيمة، ما يجعلها وجهة مفضلة للهواة والمحترفين، متفوقة في ذلك على العديد من المناطق الأخرى مثل مطروح، الضبعة، رشيد، البحر الأحمر، ومحميات سانت كاترين، حلايب، وشلاتين في الجنوب.

يبلغ عدد مصوري الحياة البرية في مصر نحو 100 مصور، بين الهواة والمحترفين، الذين يتنافسون على توثيق تفاصيل موسم الهجرة السنوي. وتحقق هذه الصور أرباحًا كبيرة من خلال المشاركة في معارض ومسابقات محلية ودولية، ما يعكس أهمية هذه الهواية كجزء من السياحة البيئية والأنشطة الثقافية في مصر.

وتقول هدى حسن، مهندسة شابة، تهوى التصوير: «تعد مدينة أسوان، ومنطقة الجنادل خصوصاً، من أكثر الأماكن إقبالاً من المصورين الهواة، لأن الطيور تشعر بالأمان في ظل ما توفره الأجواء من هدوء وسكينة، ما يتيح التقاط كثير من الصور». وأشارت إلى أن أسوان تستحوذ على نحو 65 نوعاً من الطيور المهاجرة والمقيمة.

وانضمت د. شهد الجوهري، طبيبة بيطرية شابة، ومصورة هاوية للطيور، إلى هذا المجال من بداية التحاقها بكلية الطب البيطري، التي لعبت دوراً كبيراً في حبها لمراقبة الطيور ومختلف أشكال الحياة البرية، وتقول: «إن أجواء أسوان الساحرة، مكّنتها من التقاط العديد من الصور الفريدة، لمختلف أنواع الزواحف التي شاهدتها لأول مرة، ومن بينها الورل النيلي، فضلاً عن الطيور النادرة مثل البومة الفرعونية وأبو المغازل والبلشون وبعض فصائل الهدهد النادرة».تُعد مناطق مثل قرية بلانة ومحمية سالوجا وغزال، إلى جانب مناطق غرب أسوان وغرب سهيل، من أفضل المناطق لمراقبة هجرة الطيور في مصر، بل وتصوير الحياة البرية، لكن الأمر يتطلب كثيراً من الجهد، إذ يتعين على هؤلاء الهواة، الاستيقاظ قبل شروق الشمس، لالتقاط الصور أثناء خروج الطيور للبحث عن الطعام، وهي عملية تتطلب تجهيزات خاصة واستخدام كاميرات ذات عدسات قوية، ومن قبل ذلك الصبر وقوة التحمل، إذ قد يقضي المصور فترة طويلة من الزمن في المراقبة، قبل أن ينجح في التقاط صورة مميزة.

6585341.jpg

صحيفة الخليج