رأي ومقالات

بعد فوات الأوان

من حكم ود بدر قوله: (كلم البسمع). أي: الذي يوزن الأمور بميزان العقل لا العاطفة. فقد نادينا بتلك الحكمة منذ أول طلقة خرجت ضد الدولة. ولكن (جرداية) الدرهم والدولار أخرست ألسن جنجاتقزم عن النطق. وقلب الإعلام المأجور للحقائق أعمى بصيرة وطنيتهم. الآن سارت الأمور بما تشتهي سفن الجيش. إذ أعلن الجيش كما نقل الكوكتيل الأخباري ليوم أمس هروب المرتزقة بالكامل من الفاشر. ويمكننا القول: (بأن ولاية شمال دارفور قاب قوسين أو أدنى من التعافي من سرطان المجتمع). ومحور مدني يسر المتابعين. ولم يبق من بقعة المهدي إلا مناطق صغيرة مثل صالحة. نيالا محروسة بنسور الجو. وتداعيات ذلك على أرض الواقع في الطرف الآخر. نجد الحسرة هي عنوان المشهد عندهم. حميدتي الذي توعد دولة (٥٦) ها هو يهنئها بعيد استقلالها. النار في هشيم حزب مريومة. السنابلة في خطوط متوازنة. والي الخرطوم الضرار (بقال) الذي أمر بهدم المساجد فوق رؤوس المصليين وقتل الشماليين ها هو يطلب العفو والعودة لدولة (٥٦). حكومة المنفى المرتقبة في غرفة الإنعاش إن لم تكن في مقابر النسيان. وخلاصة الأمر نرى بأن (جقلبة) هؤلاء الخونة القصد منها العودة للداخل حتى وإن كان خلسة أو صحبة راكب. ونسي هؤلاء بأن ما فعلوه في الشارع قد قفل عليهم باب التوبة. لأن شمس الواقع قد أشرقت من مغربها.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي

الجمعة ٢٠٢٥/١/٣