عبد الماجد عبد الحميد: أولئك كالأنعام .. بل هم أضل !!
■ في خطبة اليوم الجمعة من منبر الطريقة السمانية بديم المدينة بمدينة بورتسودان رطّب الإمام دواخل ووجدان المصلين بتطواف ندي من سيرة النبي صلي الله عليه وسلم .. الشيخ الإمام سفيان الخنجر حدّثنا عن قيمة الوفاء في حياة سيد الخلق صلوات ربي وتسليماته عليه وساق لذلك شواهد من صفحات السيرة العطرة وتوقف بنا عند محطات وفائه صلوات ربي وسلامه عليه لأصحابه وأحبابه وزوجاته وحتي لأولئك الذين عبروا سريعاً في لحظات الزمن المطوية لكن سيرتهم تبقي خالدة خلود سيرة سيدنا محمدٍ صلوات ربي وسلامه عليه ومنهم الشيماء التي عايشت النبي صلي الله عليه وسلم أيام رضاعته في حجر حليمة السعدية وحتي تلك المرأة العجوز التي كانت تأتي أهل بيت النبي أيام خديجة رضي الله عنها .
■ استوقفني في خطبة الشيخ موقفان .. أما الأول .. آمل أن يبقي منبر الجمعة في مسجد الطريقة السمانية بعيداً عن خلافات التفسير والتأويل والبرّاني والجُوّاني من قضايا الجماعات والطرق والمذاهب .. في محنةالحرب هذه تناسي الجميع خلافاتهم وتباين وجهات نظرهم ووقفوا متعاضدين لدعم الجيش السوداني في معركة الكرامة .. وهذا وقت التركيز علي تعزيز قيمة التوكُل لا العودة إلي محطة الخلاف في قضية التوسُل !! .. والأخ الشيخ سفيان الخنجر من أهل الفطنة والحصافة التي لا تحتاج إلي مزيد شرحٍ وتطويل !!
■ أما الموقف الثاني فيتعلق بموضوع صغير الذئب الذي أكل الشاة التي أرضعته صغيراً حتي إذا ما قَوِي عُوده نهش أحشاءها وأكل لحمَها ورمي عظمَها وهو المثال الذي ضربه الشيخ لعدم الوفاء لمن أسدي الإحسان إلي الآخرين .. أقول للشيخ الخنجر : لقد ظلمت الذئب الصغير ياشيخ !! .. مما نعلمه أن بعض الحيوانات نزع الله سبحانه وتعالي منها القشرة المخيةالعلوية وهي طبقة خلايا في المخ تنقل رسائل التحذير من الخطر القادم والخوف مما هو واقع .. فأنت تجد ( الخروف) والثور واقفاً يأكل من علفه والثور الآخر بجواره يسبح في دمائه مذبوحاً ..بل تجد كامل القطيع يتابع مراحل ذبح صف الخراف ولا يلتفت ولا يتأثر لأن الخوف منزوعٌ منه بنزع القشرة العلوية من مخه وهي من حِكَم الله البالغة في خَلْقِه .. ويتبع هذا عدم شعور بعض الحيوانات بقيمة ومعني تصرفات أخري .. فصغير الذئب الذي أكل الشاة التي أرضعته لا يعرف قيمة الوفاء لأنها ليست من خلقه ولا طبعه إبتداءاً !!
■ ولكن ماذا يقول الشيخ في بعض رجال ونساء السودان الذين رضعوا من ثدي هذه الأمة وأكلوا خيراتِها وتعلموا في مدارسها وتخرجوا في جامعاتها ومع هذا يقفون صفاً واحداً مع عدو هذا الشعب يحرضونه علي ضرب الأبرياءوالمساكين والعجزة .. ويتحالفون مع عصابات ومليشيات التمرد .. لماذا غابت قيمة الوفاء من هذه ( النوعية ) من أبناء هذا الوطن الجريح ؟!
■ إنهم مخلوقون بكامل طبقة القشرة المُخية العليا .. لكنهم يتصرفون بإثارة رخيصة لا نجدها حتي في الخراف وصغار الذئاب !!
■ أولئك كالأنعام .. بل هم أضل !!
عبد الماجد عبد الحميد