العلامات الحيوية للدولة والأمة السودانية، يسوء المتآمرين والجنجويد وأذيالهم استمرارُها
لئن كانت معدلات النبض والتنفس وضغط الدم ودرجة الحرارة هي المؤشرات الأساسية لسلامة الجسم وعنفوانه وتسمى طبياً العلامات الحيوية، فإن مظاهر الإصرار على صناعة الحياة مثل استئناف الجامعات السودانية ومؤسسات التعليم لنشاطها داخل وخارج السودان، وانعقاد امتحانات الشهادة السودانية، وتخريج طلاب الكلية الحربية وصدور كشوفات ترقيات الضباط كالمعتاد ، وانسياب حركة التجارة والخدمات، واستمرار النشاط الرياضي والنتائج الطيبة للفرق الوطنية وتتويج ذلك بإقامة مباريات فريق الكرة الوطني القومي في مشواره الظافر في التصفيات المؤهلة لكأس العالم في استاد وطني داخل البلاد – كما رشحت الأنباء – كلها تمثل العلامات الحيوية للدولة والأمة السودانية، والتي يسوء المتآمرين والجنجويد وأذيالهم استمرارُها واستقرارُها، فتُخرِج الضغن من نفوسهم، والبغضاء من أفواههم، والتآمر الناصب الجاهد من فعلهم لأجل إيقافها، لأنها تؤكد أن الأمة السودانية ذات الإرادة باقية وبخير ؛ إن إصابتها حمى الجنجويد فما حُمَّ اعتزامُها، وإن مرضت بعلل الخيانة من بعض أبنائها وتآمر القريب والغريب فما مرض اصطبارها، وإن تسلم فما تبقى وإنما سلمتْ من الحِمام إلى الحِمام مجالدة، ومن بابٍ لصناعة الحياة وإعمارها إلى آخر، في توقها وحراكها المستمر نحو المجد والعلياء.
ولئن كان سلاح الجو من فوق أسلحة الأرض مهماً في صناعة النصر العسكري الحاسم القادم بحول الله، فإن علامات الحياة هذه هي أسلحة الفضاء التي تأتي فوق كل هذه الأسلحة، ومن فوقها جميعا سلاح الإيمان بخالقنا وموجدنا على هذه الأرض التي هي لنا، نعيش عليها ونفنى لها أجساداً زائلة، ونبقى – على الدهر – ذكراً وأثرا.
Zuhair Abdulfattah Babiker