بدأت خسارة مليشيا الدعم السريع للحرب بعد كسر قوتها الصلدة في أول اسبوعين بواسطة الطيران
بدأت خسارة مليشيا الدعم السريع للحرب بعد كسر قوتها الصلدة في أول اسبوعين بواسطة الطيران ، قتل معظم جنودها المدربين باحتراف لمهمة الانقلاب و الاستيلاء على السلطة .
بعد ضرب منظومة الاتصالات خاصتها في اليوم الأول أصبحوا تايهين ، و بعد اقل من اسبوعين هرب و اختبأ كل القيادات فتركوا الجنود ينهبون المواطن و ينتقمون منه على ما فعله بهم الطيران …
القوات المسلحة رغم قلة الامكانيات ، مقابل الامكانيات الضخمة للدعم السريع الا انها استطاعت ان تدير المعركة باحترافية بائنة . استطاعت ان تمتص حماس الجنجويد بهدوء و تصطاد قادته و قواته كالعصافير ، فبعد أن كانوا قوة كبيرة يمكنها الاستيلاء على كامل البلاد في ساعات أصبحت مجرد مليشيات تصطرع فيما بينها على غنائم و ممتلكات المواطنين …
اكبر خسارة للمليشيا في هذه الحرب هو فقدها لوجدان و تعاطف المواطن العادي ، حتى حلفائها من بعض الساسة بدأوا في القفز من المركب و وجهوا للمليشيا اتهامات مباشرة ، رغم انهم يقرنونها باتهامات مشابهة للجيش ، الا انها هذه المرة اتهامات واضحة لا لبس فيها تكفي للاستدلال بقرب الطلاق البائن و تشي بثقوب كبيرة في السفينة المتأرجحة نحو الهاوية .
هذا التارجح دفع الكفيل للبحث عن مخرج لورطته في مواصلة دعم مليشيا بدون قيادة حاليا . يبحث عن مخرج له عبر تركيا …
انتهاكات المليشيا في ولايتي الجزيرة و سنار في حق المواطن بغبن لا تفسير له ، كان خطأ استراتيجي ارتكبته فايقظت به المواطن من صدمته .
المواطن كان مصدوما من السرعة و السهولة التي احتلت بها المليشيا مدني و قراها ، ثم سكر سنار و جبل موية، ثم سنجة و ضواحيها ، لكن كما اسلفت فان الانتهاكات ساهمت في استنفار مواطني سنار و مايرنو و الجزيرة ، فكانت معركة مايرنو هي الفاصلة التي قلبت موازين المعركة ، قتل بعدها البيشي ، و تم استعادة السوكي ثم الدندر و سنجة و جبل موية و بعض قرى الجزيرة . و تقدم الجيش نحو مدني من كل الاتجاهات ، و تمدد في امدرمان و بحري و شمال دارفور . منذ تلك المعركة أصبح الجيش مهاجما و المليشيا تدافع ..
المليشيا الان عبارة عن مجموعات معزولةعن بعضها ، تفزع نحو منطقة فيتمدد الجيش في الأخرى …
استنفار المواطنين لمساندة الجيش له أثر كبير و واضح في كثافة الانتشار على كل المحاور و سببا في توالي انهيار المليشيا هنا و هناك .
و ما تفعله الان بقصف المواطنين في امدرمان و الفاشر و نهرالنيل ما هو الا فرفرة مذبوح يحتضر فيحاول منع عودة و استقرار المواطنين ، يفعل ذلك ليؤخر تسليم روحه إلى مثواها …
التحية للقوات المسلحة السودانية والاجهزة الأخرى و المستفرين الذين وقفوا صدا منيعا ضد تسليم البلاد لأسرة دقلوا و مليشياتها التي باعتها بثمن بخس لدويلة الشر و معاونيها …
ف كما قال أحدهم : بعد اسبوع مافي زول تاني برفع راسه ، نقول له و للمليشيا : ها نحن بعد ما يقارب العامين و رغم كل المآسي و الخسائر المادية للمواطن الا رؤسنا و هاماتنا مرفوعة ، نقول لا للمليشيا لا لأعوانها لا لإرتهان بلادنا لأي جهة .
سالم الامين