لن تنهزم أمةٌ تراهن علي المستقبل .. وعلي التعليم
■ إمتحانات الشهادة السودانية التي تنطلق اليوم هي الحدث الأهم من بين كل الأحداث التي عاشتها بلادنا منذ اندلاع الحرب اللعينة ..
■ يكتسب حدث إمتحانات الشهادة أهميته لأنه يقف دليلاً بارزاً علي حالة التعافي الأمني والاجتماعي التي تشهدها البلاد .. حالة تعافي كان ولايزال مهرها الدم والجراح وتضحيات أسطورية كتبها أبطالٌ وشجعان قدموا أنفسهم رخيصةً في سبيل الله ثم الوطن .. ويالها من تضحية نبيلة أن يستشهد الصادقون الأوفياء ليفتحوا الطريق لمئات الالاف من طلاب وطالبات السودان ليواصلوا مسيرة التعليم ذلك أن معركة بلادنا مع الجهلة وأعداء العلم ونور المعرفة ..
■ رجال ونساء يستحقون كلمة وفاء في هذا اليوم المحتشد بالمشاعر والعواطف والذكريات .. تحية وفاء لرئيس وأعضاء مجلس السيادة ومجلس الوزراء وللتربويين والمعلمين في وزارة التعليم العام وكل مؤسساته ..
■ تحية تقدير ووفاء لقادة القوات المسلحة وقادة جهاز المخابرات العامة .. تحية لكل قادة القوات النظامية الأخري .. تحية لجنود قواتنا كافة .. سلام ومحبة للمجاهدين والمستنفرين .. لهؤلاء جميعاً نرسل عميق الشكر والتقدير فبصدقهم وتضحياتهم المشهودة عادت مساحات الأمن والطمأنينة لدواخل الآباء والأمهات الذين بذلوا الغالي والنفيس وتحملوا الصعاب ليعود أبناؤهم إلي فصول الدراسة وهاهم يحصدون اليوم ثمار صبرهم وتوكلهم علي الله ..
■ اليوم أرجو أن ينال والي ولاية شمال كردفان الأستاذ عبدالخالق عبد اللطيف تكريماً خاصاً من أهل كردفان عامة ومن مجلس السيادة خاصة .. هذا الوالي وقف موقفاً لن ينساه أكثر من 25 ألف طالب وطالبة سيجلسون اليوم لإمتحان الشهادة السودانية داخل مدينة الأبيض والتي يعرف أهل السودان قاطبة الظروف الأمنية المعقدة التي تحاصرها من كل جانب .. ومع هذا ( أصرّ) الوالي عبدالخالق علي عقد الإمتحانات داخل الأبيض رافضاً توجيهات نقلها إلي خارج حدود شمال كردفان وكان له ما أراد ليؤكد أن عروس الرمال آمنة ومستقرة ..
■ وأزجي تحية خالصة للأخ الدكتور معتصم أحمد موسي أستاذ المناهج التربوية بالجامعات السودانية .. كنت قد التقيته قبل أشهر بمنزله بمدينة القضارف وكان ينادي بضرورة مواصلة العملية التربوية والتعليمية برغم ظروف الحرب لأن قراراً كهذا يعني أن أمتنا لن تتوقف عن التعليم ولن توقف مسيرته مهما كانت الظروف ..
■ ثم تحية تقدير لتلك المعلمة القديرة بمدينة الأبيض والتي فاضت دموعها لحظة قرعها للجرس قبل أشهر إيذاناً ببدء العام الدراسي بولاية شمال كردفان .. هاهي اليوم تقطف ثمار الصبر وتحدي الصعاب ( عشان أولادنا مايضوقوا الهزيمة) ..
■ ولن تنهزم أمةٌ تراهن علي المستقبل .. وعلي التعليم ..
عبد الماجد عبد الحميد