الرغبة في السلطة أعمت قوى الحرية والتغيير (قحت) عن حقائق كثيرة، وجعلتهم يعقدون تحالفات مع الجنجويد، ظنًا منهم أن نتائج هذا التحالف ستكون تحقيق الديمقراطية، وأنهم سيعودون إلى الحكم من جديد.
لذلك تغافلوا عن حقائق عديدة وأخطأوا حين ظنوا أنهم سيحكمون من خلال تغيير وانقلاب كان في الأصل موجها ضدهم، كمكونات اجتماعية من شمال و وسط وشرق السودان.
يوسف عزت يرى أن الحكومة وتشكيلها يجب ان يكون من نصيب من دفعوا فاتورة الحرب من شبابهم ومكوناتهم، وهو يرفض حتى إشراك قوى الحرية والتغيير كطرف في أي مفاوضات مع الجيش.
أما الرأي العام بين ناشطي الجنجويد، فهو سلبي تجاه قحت، حيث يسعون إلى إبعادها تمامًا وعدم إشراكها في أي حكومة مستقبلية. وهناك آراء أكثر تطرفًا من ذلك تطالب بإقصائها الكامل من اي دور سياسي يخص الجنجويد.
قحت اغفلت ان توافقهم مع الجنجويد لتكوين حكومة شرعية بعد الانقلاب في ١٥ ابريل ٢٠٢٣ كان علي اساس التكلفة القليلة التي سيدفع ثمنها الجنجويد في ٣ ايام من ثم استلام السلطة و اسقاط البرهان ومنحهم شرعية بتكوين حكومة وتولي الخطاب الاعلامي والترويجي لهم.
هذا الوضع اختلف عندما طال امد الحرب وفشل الجنجويد في السيطرة علي الدولة و بالغوا في الانتهاكات و الجرائم والخسائر في صفوف الميليشيا.
لذلك ربما ستشهد الفترة القادمة مفاصلة ما بين مكونات تقدم بداية من خلافات تكوين حكومة في مناطق سيطرة الجنجويد بناء علي ما ذكر سابقا اما حكومة تتكون من مكونات الجنجويد و حلفائهم في دارفور فقط او مشاركة هامشية لتقدم وقد تشمل فقط من ينتمون لنفس الاقليم
..
وبذلك يرفع العزاء مع انتهاء مراسم الدفن
عبدالله عمسيب