السودان فوق والمشتركة فوق

من لم يعرف حتى الآن أنه يكتب للسودان تاريخ جديد فهو لا يعرف شيئاً من سنن التاريخ وفقه سيرورته أو هو فقط لا يريد يعرف، تكبرا ومكابرة،

لامني أحد حاملي الأقلام العنصرية لوقوفي المتحمس مع القوات المشتركة المتكونة في الغالب من قوات حركات حاملة للسلاح كنا يوما من الأيام نجلس في المقاعد المواجهة لهم في مفاوضات السلام ،وكانوا يعارضوننا ويهاجموننا، ويستعينون علينا بكل من يعينهم ، وكانوا يومئذ يروننا العدو ونراهم الخصم اللدود المعارض، لكنما جرت مياه كثيرة تحت الجسر من يومذاك. لأننا إلتقينا في سوح الوطنية، بعدما حدث من سيناريوهات قادها المتآمرون من الخارج والعملاء من الداخل، فلم يعارض تلك المؤامرات إذ كنا نعارض من الصف المقابل إلا الحركات التي كانت تحمل السلاح علينا، وتعدنا من أشد الأعداء، ورغم تحفظنا علي بعض ما ورد في اتفاقيات السلام الموقعة بعد ١١ ابريل فكنا نعد وقف الحرب خيرا على البلاد وقد كان ما إرتينا وتوقعنا، فقد كانت عودة حركات دارفور كابحا من أقوى الكوابح للعملاء والخفراء من إكمال سيناريو المؤامرة حتى النهاية، فوقفت الحركات حائط صد في وجه صفقة بيع الوطن بثمن بخس، ووقفت في وجه إهدار العدالة بتسييس القضاء ،وقفت ضد لجنة قراقوش للتمكين الجديد،التي أدارها الخارج بعملاء من الداخل، وبرعاية من المليشيا، وصمت ويا للحسرة من قادة الجيش. لكن حركات دارفور تكلمت ولم تصمت، وكان دورها مشهودا في التغيير فيما جرى في٢٥ اكتوبر ثم كانت ممانعتها ومقاومتها للعودة للمربع القديم من خلال الإتفاق الإطاري. ولئن كانت الحركات قد إلتزمت ما أسمته هي حيادا في أول الحرب، فقد كان ذلك بسبب الخوف من إبادة الأهالي في دارفور وقت عنفوان قوة المليشيا، لكنهم عادوا فإستدركوا ذلك بالموقف الصحيح، وهاهي القوات المشتركة تقاتل قتال الأبطال الصناديد في دارفور، و في أنحاء أخرى من السودان. فالسودان وطن الجميع ، ودارفور ليست كلها دارفوريين، ووادي. النيل ظل دارا لبعض أهل دارفور منذ قرون مضت، وإزدادت هجراتهم لأجزاء السودان الأخرى في العقود الأخيرة .

السودان دار ووطن للسودانيين جميعا، وهم الآن يقاتلون صفا واحدا دفاعا عنه ضد مليشيا ومرتزقة مستعملون من الخارج، وكلهم عندنا وطنيون شرفاء سواء كانوا من وادي النيل أو دارفور أو من الشرق أو الغرب وسواء كانوا من البجا أو الشايقية أو الزغاوة أو الفور أو الرزيقات أو المسيرية فكل من أصطف في الصف الصحيح فهو منا ونحن منه، ولا نامت أعين العملاء وكسرت أقلام حبرها الشك والكراهية والعنصرية.
د. أمين حسن عمر

Exit mobile version