تقرير محايد داعم للمواطن المغلوب؟ هذا خطل وشاعرية ديسمبرية. أنت لست محكمة لتفصل في أيهما أجرم اليوم وأيهما سيجرم غداً ، بعيداً عن المحددات المرتبطة بموقفك من الأحداث الحالية .
إما أن تتبنى موقفاً واضحاً داعماً للجيش ينظر إلى الحرب كأنها عدوان على المواطن من طرف محدد يتم تعريفه وفقاً للشواهد الحالية وجرائمه التي شهد عليها العالم، والتمييز بين واقع العمليات اليومي الذي يتضمن أخطاء وتبعات عرضية متصلة بسير العمليات ..
ما هو موقفك من هذه الحرب وفقاً لما تراه وتؤمن به؟ هذا هو المهم، وليس الاحتماء بخطاب الحيادية والادعاء بوقوفك مع المواطن المغلوب. قم بإصدار حكم قيمي”value judgment ” لتقييم الأحداث الحالية، ومن خلاله أتخذ موقفك ، أنا أدعم الجيش لأنني أرى أنه يخوض حرباً عادلة، وأقف ضد الدعم السريع لأنني أرى أنه يخوض حرباً ضد المواطنين بغرض قتلهم وتشريدهم ..
حدد موقفك الداعم للجيش، ومن ثم تحرك داخل ذلك الموقف نصحاً وتصويباً لمعالجة الأخطاء. أما تحولك إلى ناقل أخبار حيادي يساوي بين جرائم الجنجويد وسرقات الجيش تحت ذريعة وقوفك مع المواطن، فإنه يخدم فكرة المساواة بين الطرفين دون النظر إلى مشروعية الجيش في حربه، ودون الاكتراث لجرائم الجنجويد واستهدافهم للمواطنين ..
إذا افترضنا براءة مسعاك وصدق نواياك ، فإن ما تقوم به يستخدم بعلمك أو دون علمك كأداة سياسية لترسيخ صورة ذهنية تساوي بين أفعال الجيش وجرائم الجنجويد ، وهذا يظهر بوجود أبعاد غير إنسانية تجعل خطابك عرضة للتوظيف السياسي تحت غطاء الحيادية والاستقلالية مما يجعل حديثك عن المواطن المغلوب مجرد شاعرية كما ذكرت في بداية هذا المنشور .
Hasabo Albeely