درع البطانة

قد آن للتاريخ ان يتوقف قليلا وان يلتقط انفاسه اللاهثةفالمشهد يبدو بديع جدا. والرجال هم نفس الرجال. فأن كانوا بالأمس علي صهوات الخيول العربية الاصيلة او يعتلون ظهور الجمال فهم اليوم يعلنون عن انفسهم وهم ألوف مؤلفة علي عربات تعودت ان تصعد العوالي وتهبط الوديان .فالارض أرضهم وارض اجدادهم توارثوها كابرا عن كابر ولايريدون شرا باحد ولكنهم سيصدون اي عدوان علي أرضهم…انهم فرسان البطانة (شم الأنوف من الطراز الاول لله در أبيهمو).

فأن كان الواقع قد فرض عليهم ان يكونوا ولابد لهم ان يكونوا . فمن غيرهم يدافع عن ارضهم وعرضهم وديارهم واموالهم وقد أفاض الله عليهم من نعمائه فكان منهم الفرسان الأشاوس وكان منهم الشباب القوي المتشرب بقيم الاباء والاجداد تخلد ذلك اشعارهم في الدوبيت واغاني الحماسة والفراسة والقيم والاخلاق الرفيعة.وود الأشبة وود دوبا وغيرهم.من المبدعين الذين يعطرون اجواء الخرطوم والبطانة.

انعم باهل البطانة من رجال اذا قالوا فعلوا .واذا تكلموا اسمعوا واذا ضربوا اوجعوا. يمتدون ويتواصلون علي امتداد واسع حتي يتجاوز البطانة الي ما حولها وكان قد انسرب فيهم عبر التاريخ اجدادي اهل أمي التويماب ومايزالون فيهم..فان اردت الشعر فعليك بالبطانة وان اردت العلم والحكمة فعند أهل البطانة وما حولها .فالرجال هناك كالاسود الضارية ومنهم قائدهم كيلك خبر الحرب ودروبها وخاض المعارك علي مستويات مختلفة وبأشكال متعددة .فان كان قد بدأ المسيرة وقاد الركب و الجموع. فان من حوله أمة من الناس ولسوف يصدر قانون يعطي هذه القوات شرعيتها وهكذا تكون الامور .حين تكون القوات ثم تعطي الشرعية من بعد. و حين تكون واقعا لا يمكن تجاوزه وحقيقة علي الارض يستحيل نفيها.

لو رايتهم وهم علي مد البصر في ارضهم يقومون بعمليات تمشيط دورية. لادركت ان هذا السودان لايزال بخير.فهؤلاء لا بنقصهم المال كما ذكرنا ولاينقصهم الرجال والشجاعة. وقد عاشوا زمانا وحياتهم فيها المخاطر والمغامرات والكر والفر والشدة والبأس. تحتاجهم الدولة و يحتاجونها. ولاتمتد ايديهم الي اموال الشعب السوداني المتعب الذي يعاني ضنك العيش وقسوة الظروف وصعوبة الحياة .فمحال ان يأكل فرسان البطانة من عرق الشعب السوداني ويقتاتون من معاناته فليست تلك اخلاقهم (ما بياكل الضعيف…وما بسولب المسكين).وأهل البطانة وما حولها عرب اقحاح ضاربة جذورهم في اعماق التاريخ هم عرب ااسودان الفرسان فرسان الكلمة و(النضم)وفرسان المحاصة وحاشاهم ثم حاشاهم ثم حاشاهم ان يكون عملاء او ادوات لاي دولة قريبة كانت ام بعيدة .فالرجال هنا لايعرفون البيع الرخيص في سوق النخاسة الدولية والاقليمية فهم اعزاء كرماء ينتفض احدهم كالذي لدغته العقرب اذا حدثه احد او ساومه في وطنيته.

ان الامر الان قد أبرم فالكثرة في العدد والنخوة والرجولة والبطولة والكبرياء والشمم كلها عند أهل البطانة وما حولها.ويزهو الان بهم التاريخ ويتشرف السودان بالقادمين الجدد وبقوة وبعزيمة جبارة وعز وفخار.فمرحي بهم علي طريق المجد والنصر الأكيد لامة لاتعرف الذل والهوان والتحية للجيش السوداني العظيم والقوات المسلحة الباسلة الذين كان درع البطانة من اجل دعمها والقتال معها في معارك العزة والكرامة ضد كل اعداء الوطن.

بقلم عمار محمد ادم

Exit mobile version