لم تتلقَ سردية “حرب الجنرالين” الجنجويدية القحاطية هزيمة كما تلقتها اليوم من بيان الرئاسة التركية بتعريفها كحرب بين دولتين، ويجب وقفها باحترام سيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه، دون أي ذكر أو تلميح حتى للمليشيا الإرهابية أو ذراعها السياسي.
عرض أردوغان التفاوض بين السودان والإمارات فقط كحل لوقف حرب الغزو والاحتلال والاستتباع الإماراتي للسودان هزيمة لكامل سردية “حرب الجنرالين” ومن يتبناها، السردية التي ساعدت في استمرار حرب الغزو والاحتلال قُرابة العامين، السردية التي سار بركبها القحاطة بتواطؤ سياسي وظيفي أو بتعاقد ارتزاقي وخيانة للدولة والأُمّة. لا أدري ماذا سيقول بكري الجاك وخالد سلك بعد اليوم؟! أتوقع أن يقولوا أن أردوغان “الكوز” جاء ليُنقذ إخوانه كيزان السودان بعد “انشقاقهم”، ولا أدري كيف سيبررون ذلك إذا جاء الرد من أبوظبي إيجابياً على الوساطة!
على أي حال، تركيا دولة ذات عمق حضاري مهم، وتأثير إقليمي متعاظم، من سوريا إلى الصومال وإثيوبيا -الأخيرة حليفة وثيقة لأبوظبي- ومن المهم أن يستفيد السودان من علاقاته المتطورة معها بما يحفظ سيادته الوطنية وبقاء مؤسسات دولته وهزيمة حرب الاحتلال وإبطال مخططات الاستتباع، وبناء علاقات تعاون استراتيجية للنهوض بما أقعدته حرب مليشيا أبوظبي من مقدرات وطنية وفق سقوف سودانية تحفظ الأمن القومي ولا تفرط فيه تحت أي مسوّغ.
احمد شموخ