(بُطان) البلد النافعة (عثمان دقنة أُنموذج)

خرجت بالأمس من مستشفي عثمان دقنة بعد أن دخلتها يوم الخميس 5/12 أبحث عن العلاج والإنسانية معاً بعد أن أصبحت أحسب في أيامي لولا ألطاف الله وحسن ظني في الله وأنه القادر أن ينفخ في نفسي ويمد في أيامي …

كنت وأنا بمعية زميلة عزيزة نبحث عن مستشفي تأويني وضعت لنا خيارات مستشفيات عديدة ولكن لوضع حالتي المتاخرة وحُمتي ( حُمي الضنك ) التي وصلت أخر مراحلها كان مستشفي عثمان دقنة واحدة من الخيارات الأقرب ولكن للحق توجست خيفةََ منها وسألت من بجانبي أجابتني نشوف خيار مستشفي تاني وأنا أتصفح تلفوني تواصل معي أحد الأشخاص بأن مستشفي عثمان دقنة تبدل حالها ومستوى النظافة فيها تطور وأصبحت الأمور فيها طيبة توجهت إلى هناك بنصف خطاوي وجدت شابتين مليحات الوجه على الممر بجانب باب مكتب.. قلت لهم لا أستطيع أن أتحرك والحُمي تسري وتحرق في جسدي كالهشيم نهض شاب هميم مقدام وأستدعى دكتورات ( بنات يفتحو النفس أدب وسماحة وعلم ).. قرروا الدكاترة أن حالتي محتاجة تنويم وعلي أن أخذ محاليل لخفض الحرارة ( دربات ) سريعة أخذوني إلى جناح خاص سألتهم بإستغراب هل عثمان دقنة فيها جناح خاص ؟؟؟

أجابني الشاب عرفت فيما بعد أن أسمه ( الصادق أوهاج ) وهو المدير الإداري للمستشفي بزهو كدا ( أيوة فيها جناح خاص وحال المستشفي الزمان إتغير ) قلت له.. يا أستاذ المستشفي دا قالوا وسخان ظهرت على ملامحه الغضب وباغتني منو القال ليك ؟ المستشفي نضيف وكويس ونحنا مجتهدين أن ننال رضا المواطنيين المرضى …
همهمت بداخلي بكلمات مع مسحة بيدي لحبيبات عرق حُمي من جبهتي ونواحي عُنقي خير ياأستاذ الصادق نشوف !

وأنا من مكتب المدير الطبي على طول ممر المستشفي وجدت عُمال نظافة كِرام بسامين يمسحوا في سراميك ممرات الطابق الأول من غير كلل أو ملل دخلت الغرفة الأولى التي ظللت طريحة الفراش الأبيض فيها إسبوع كامل وجدتها فعلياً غرفة خاصة مكتملة الأركان وخدماتها في حد المعقول.. كل من زارني من الضيوف أصابته فكرة التغيير التي حدثت معقول عثمان دقنة حصل ليها كل هذا التطور ؟

وجدت المستشفي حدث لها تغيير كامل سألت أحد الزوار لي من أهلي البجا من هو بطل قصة تطوير مستشفي عثمان دقنة ؟.. حدثني أحدهم أنه دكتور أسمه ( محمد كمال ).. سألتهم كصحفية مهمومة ومريضة لكنه حب الإستطلاع ود/ محمد كمال دا هو مستثمر مثلاً؟ وإذا لا عمل النهضة دي من وين؟.. أجابني زميلنا فارس تعرفي يا بت الماجدي محمد كمال دا إستنفر عديل إستنفار عشان يصلح مستشفي عثمان دقنة ومشي يدق بأب أي زول المهم المستشفي تتصلح .. وقتها فرحت من جوه قلبي قلت لفارس والله أنا أسعد زول بكون لما أسمع إنو عندنا شاب بار ببلده وبشتغل بضمير وولادة نافعة وسط الولادة العاقة الحايمة بره البلد بشتموا وينبذوا في البلد؟.. هسي محمد كمال عمل تطوير للمستشفي كولد بلد وعلاء نقد الجنجويدي الكلب داك ود بلد ؟..

تغير حال مستشفي عثمان دقنة بعد أن عاثوا فيها القحاتة إبان أيام حكمهم المشؤوم حينما باعوا مرواح ومكيفات المستشفي حتى مقاعد ( الحمامات ) أكرمكم الله سرقوها وتركوا المستشفي تنام تحت الركام الأسود …حتى سهل الله لها شباب ملائكة وطنيين خدومين مهنيين فقط عايزين يشتغلوا إجتهدوا في نفض المستشفي وتحويلها من مكب نفايات إلى مستشفي محترم …

تابعت إصطاف العاملين بالمستشفي عرفت أن إدارة المستشفي إستوعبت بقلوب رحيمة غالبية النازحين من مدني والخرطوم وعملت على توظيفهم في المستشفي نظراً لظروفهم الإستثنائية ودي إنسانية تُحسب لإدارة المستشفي …

وجدت أيضاََ طيف من المُمرضات وعمال النظافة ترتيب وجدول مكتمل في كل شئ مع قلة المعونات والإعانات إلا أنهم مجتهدين يصنعوا نقطة ضوء ويضعوا إسم عثمان دقنة في المقدمة …
تناغم وهارموني بين الإدارة والعاملين وروح طيبة بينهم فعلاً تحسهم قروب واحد ..
وأنا على أبواب المستشفي أهم بالخروج عملت إستبيان وجولة من المارة ورأيهم في المستشفى وجدت كلهم بلا إستثناء تحدثوا أن المدير الطبي محمد كمال عمل تغيير في المستشفي وبلهجة أهلي في الشرق فهمت أنهم مبسوطين وفخورين بالنجاحات بعد أن كانت المستشفى تشبه مكب للنفايات أصبحت مستشفى مرجعي معروف هذه الإشادة من المواطنيين أصحاب الشأن وضعت محمد كمال والصادق أوهاج وأركان سلمهم في محطة الأنظار والمتابعة وأن يكونو قدر التحدي …

وإن كان لي رسالة..
هي رسالة مناشدة إلى السيد رئيس مجلس السيادة الفريق أول البرهان أن يزور المستشفى ويرى بعينه ما يدور بالداخل ويقدم يد العون لمستشفى عثمان دقنة..
الآن المستشفي السيد الريس محتاجة إلى وقفتك وهي بمثابة مخاطبة القلوب الرحيمة فيكم ..
والرسالة التانية..
في بريد المدير العام للمخابرات العامة
الفريق أول مفضل نعلم أن الحمل كبير وثقيل عليك ولكن تبقى الإنسانية والصحة من إهتماماتك وأنت صاحب فضل كبير
مستشفي عثمان دقنة محتاجة بعض الأجهزة الطبية المهمة فتبرع لهم حتى ولو بجهاز واحد فأرجو أن تنال المستشفي اهتمامك …
وأيضاً رسالة أخرى في بريد المدير العام لشركة زادنا العالمية دكتور / طه حسين
وأنا أعلم أن طه ود بلد أصيل وداعم ومساند لكل ما تحتاجه البلد ..
فعليه يا دكتور طه مستشفي عثمان دقنة
محتاجة مكيفات للعناية المكثفة علك تساعد في إنقاذ مريض وتكسب ثواب
فعشم المرضى فيك كبير والبدق بابك ما برجع فاضي …
ورسالة واصلة للعزيز وزير الصحة هيثم محمد إبراهيم
ان مستشفي عثمان دقنة والمرضي بها في إنتظارك …

وأخيراً على المستوى الشخصي شكراً لكل الجهات والشخصيات التي زارتني وأنا مستشفيه بعثمان دقنة بدءاََ من أعلى المستويات والشخصيات مقاماتكم محفوظة وخصوصيات عدم ذكركم محفوظه ومفهومه أيضاً …
شكراً للوسط الإعلامي زملاء وزميلات ورؤساء قنوات وصحف فقد كانوا زادي وسندي الحقيقي شكراً زميلاتي الصحفيات
الذين تبادلوا التناوب للسهر ومتابعة العلاج معي بالغرفة طيلة الإسبوع …
شكراً كتر خيركم وإن شاء الله يوم شكركم ما يجي…
والما عندو محبة ما عندو الحبة…

عائشة الماجدي

Exit mobile version