العملية السياسية

أعلن البرهان عن عملية سياسية شاملة للقوى السياسية. في تقديرنا هذا دليل على تنفيذ البرهان لوعده مع الشعب بأن الجيش للثكنات في نهاية المطاف في ظاهر الأمر. ولكن في باطنه هو كشف حقيقة تلك القوى السياسية للشارع. السؤال: هل تستجيب جميع القوى السياسية لهذه العملية؟. نؤكد بأن جميع أحزاب تقزم سوف ترفض بحجج أوهن من خيط العنكبوت. ورفضها نابع من عدم امتلاكها لقرارها. وفي نفس الوقت سوف تقوم بعملية إلتفافية من خلف جبل رماة العسكر. أي: المشاركة باسم لافتات أخرى (مهنيون وأكادميون وشخصيات قومية… إلخ). ولليسار باع طويل في هذا المجال. الإسلاميون فرضوا أنفسهم بعد معركة الكرامة. سوف يدخلون الحوار. ولكنهم لا يشاركون في الفترة الإنتقالية. بل يضغطون من داخل الحوار من أجل قيام الإنتخابات في أقرب وقت. لأن ظروف الواقع غالبيتها في صالحهم. الإنتهازيون أمثال: مبارك الفاضل. سوف يدخلون الحوار وعينهم على كراسي وزارة الفترة الإنتقالية. لعلمهم التام بأن صندوق الناخب غير مضمون. حركات سلام جوبا نجزم بأنها الآن تعيش في عسل السلطة. فأي حوار بالنسبة لهم غير محبب. التمرد (الحلو ونور) لو وضع البرهان الشمس عن يمينهم والقمر عن يسارهم لا يشاركون. لأن المدرب محتفظ بهم في كنبة الاحتياطي لمباريات مستقبلية. العسكر بأي حال من الأحوال لهم الصوت العالي في ذلك الحوار. لأن سندهم من بعد الله سبحانه وتعالى الشارع. وخلاصة الأمر في نهاية المطاف إذا استجابت تلك القوى السياسية لنداء البرهان نرى إنها وضعت إمرتها تحت رحمة ومزاج العسكر. وإن لم تستجيب فهذا ما يتمناه البرهان. ويصبح عنده ذلك كرت مناورة. أي: مازالت القوى السياسية السودانية في فترة الحضانة. وهي غير قادرة على تحمل المسؤولية التاريخية.

د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الجمعة ٢٠٢٤/١٢/١٣

Exit mobile version