الرئيس التركي يعرض على رئيس مجلس السيادة السوداني التوسط بين طرفي الحرب في السودان.
– تقصد بين الدولة والدعم السريع؟
كلا، بل بين السودان ودولة الأمارات.
– ماذا؟
مثلما سمعت، أردوغان عرض على البرهان الوساطة بين السودان والأمارات لحل الخلاف بين الدولتين وذلك على أسس ومبادئ كلها تدور حول السودان، مثل المحافظة على وحدة وسيادة السودان ومنع التدخلات الخارجية.
السؤال، ما هو الخلاف بين السودان والأمارات أساسا؟
لا يوجد أي نزاع في مصالح مشتركة أو متضاربة أو ما شابه؛ في الحقيقة الأمارات تشن حرب عدوان على السودان وشعبه بدعم مليشيات الجنجويد بالمال والسلاح والمرتزقة.
ما الذي فعله السودان للأمارات؟ لا شيء.
على أي حال، ينبغي على الحكومة السودانية أن توافق فورا على هذه الوساطة لتواجه الأمارات وجها لوجه، لكي تسألها لماذا تحارب الشعب السوداني؟ لماذا تدعم مليشيات الجنجويد التي تقتل وتشرد المواطنين والتي تدمر السودان. ما الذي فعلناه لكم؟ وماذا تريدون من السودان؟
إن مجرد طرح الوساطة بين السودان والأمارات هو تجريم للأمارات وإدانة صريحة لها. وعلى السودان أن يحسن استغلال هذه الفرصة، لا لكي يمنح الأمارات الفرصة للتملص من جريمتها ضد السودان ولكن ليجعلها تدفع الثمن، ثمن الدماء والدمار والتخريب وكل ما ارتكبته المليشيا من فظائع وانتهاكات بحق الدولة السودانية وبحق الشعب السوداني.
يجب أن يقبل السودان بالوساطة ليتجاوز بضربة واحدة المليشيا وحلفاءها في قحت ليواجه الرأس مباشرة.
الأمارات ليس لها شيء عندنا، ليس لها أي حق ننازعها فيه ولا نحن تدخلنا في شؤونها الداخلية ولا هددنا مصالحها في الخارج، نحن الذين لدينا الكثير عندها، وما نريده منها ليس وقف دعم المليشيا التي تحارب الشعب السوداني وحسب، وإنما تحمل المسئولية كاملة عن كل ما تسببت فيه للسودان من خراب ودمار وقتل وتشريد وإذلال للسودانيين، ولا عفا الله عما سلف.
أنتظر مواقفة الحكومة السودانية على الوساطة التركية ومن ثم ردود أفعال الجنجويد والقحاتة.
متلهف لسماع تعليق حلفاء المليشيا جماعة “لا للحرب” حول هذه الوساطة القائمة على أساس أن الأمارات هي طرف أصيل في هذه الحرب.
مجرد وجود مبادرة بهذا الشكل يوضح للجنجويد وللقحاتة أنهم كانوا مجرد أدوات تم توظيفها واستخدامها، وسيكون مصيرهم في كل الأحوال سلة المهملات.
حليم عباس