بدأت حكومة تسيير الاعمال السورية الجديدة برئاسة م ..محمد البشير اعادة ترتيب البيت الداخلي السوري بعد ايام قليلة على سقوط نظام بشار الأسد، وسط ترقب واسع لفرص نجاحها في طمأنة الداخل والخارج.
وتعهد رئيس الحكومة المؤقتة بالبقاء في السلطة حتى مارس 2025 فقط، مؤكدا أن: التحدي هائل ومع ذلك يمكن تحسين الوضع والأمر سيأخذ وقتا ولكننا سننجح.
وقال: ورثنا من نظام الأسد تركة إدارية ضخمة فاسدة ونحن في وضع سيئ للغاية ماليا ولا توجد لدينا سوى الليرة السورية التي لا تساوي شيئا ولا عملة أجنبية لدينا، بحسب ما نقلت عنه قناة «الجزيرة».
ودعا البشير مواطنيه الذين فروا خلال أعوام الحرب، للعودة إلى ديارهم. وقال في مقابلة مع صحيفة «كورييري ديلا سيرا» الايطالية «أناشد كل السوريين في الخارج: سورية الآن بلاد حرة استحقت فخرها وكرامتها. عودوا»، معتبرا أن «رأس مالهم البشري وخبرتهم سيسمحان للبلاد بالازدهار».
ومنذ اندلاع الثورة في سورية عام 2011، أدى استخدام النظام القوة لمقتل نحو نصف مليون شخص ودفع الملايين للفرار، لجأ بعضهم إلى دول مختلفة في العالم.
وفي حديثه إلى الصحيفة، أكد رئيس الوزراء السوري أن «حقوق كل الناس وكل الطوائف في سورية» ستكون مضمونة.
وقال البشير للصحيفة الإيطالية إن «تصرفا خاطئا من قبل بعض المجموعات الإسلامية، حدا بالكثيرين خصوصا في الغرب، إلى الربط بين المسلمين والإرهاب، والإسلام والتطرف».
وشدد في المقابلة المنشورة باللغة الإيطالية على أن «جوهر الإسلام، وهو دين العدل، تم تحويره. لأننا إسلاميون بالتحديد، سنضمن حقوق كل الناس وكل الطوائف في سورية».
وأضاف «لا مشكلة لدينا مع أي كان، مع أي دولة، حزب أو طائفة، نأت بنفسها عن نظام الأسد المتعطش للدماء».
هذا، وأكدت حكومة تصريف الأعمال أن الحياة بدأت تعود في أغلب المحافظات والمدن والبلدات السورية تدريجيا مع عودة الخدمات الأساسية.
وأفادت الحكومة ببدء عودة النازحين من المخيمات على الحدود مع تركيا إلى مختلف أنحاء سورية، لاسيما مع تمديد الحكومة التركية عمل المعابر البرية مع سوريا بالطاقة القصوى والعمل على مدار 24 ساعة.
من جهته، دعا قائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع: المجتمع الدولي إلى ألا يقلق بشأن الوضع في سورية وحاول الطمأنة إلى ان السوريين «منهكون من الحروب وسورية لن تنخرط في حرب أخرى».
لكن أكد انه لن يتم العفو عن المتورطين بـ«تعذيب المعتقلين» في السجون السورية.
وقال الشرع الملقب بالجولاني في بيان على تطبيق تلغرام «لن نعفو عمن تورط في تعذيب المعتقلين وتصفيتهم.. وسنلاحقهم في بلدنا»، مطالبا الدول «بتسليمنا من فر إليهم من هؤلاء المجرمين لتحقيق العدالة».
إلى ذلك، كشفت قناة العربية الحدث، عن بدء إعادة تشكيل وزارة الدفاع السورية، وانعقاد اجتماع أمني وعسكري رفيع لضم جميع الفصائل تحت لواء الوزارة.
وقالت إنه «سيتم الإعلان عن عودة العمل في المعابر والمطارات السورية قريبا».
بدورها نقلت قناة الجزيرة عن المتحدث باسم إدارة الشؤون السياسية أنه سيتم «تشكيل لجنة خبراء تعمل على النظر في الدستور وإجراء تعديلات عليه».
وأكد ان هيئة تحرير الشام مرحلة من المراحل وندعم ما يختاره الشعب، داعيا دول العالم إلى ألا يصبغوا الثورة بـ«داعش» لأنها صفحة سوداء في تاريخ سورية.
وقال إن الأولويات الآن هي ضبط الأمن وتشغيل الخدمات التي تمس المواطن. وتعهد بتأسيس دولة جديدة هي دولة المؤسسات والقانون، مؤكدا أن مطار دمشق الدولي سيستأنف عمله في غضون أيام.
ميدانيا، نقلت وكالة الانباء السورية «سانا» عن المقدم حسن عبدالغني القيادي في إدارة العمليات العسكرية أنه: بعد تحرير ريف دير الزور الشرقي والغربي وهروب قوات النظام والميليشيات الإيرانية منها، نعلن مدينة دير الزور ومطارها العسكري محررة بشكل كامل، في اطار عملية «ردع العدوان». وأضاف، يواصل مقاتلونا التقدم في مناطق وبلدات ريف دير الزور بعد السيطرة على مركز المدينة والريفين الغربي والشرقي. وبذلك فإن إدارة العمليات العسكرية باتت تسيطر على نحو 70% من الأراضي السورية بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
في غضون ذلك، توجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الأردن أمس ومنها ينتقل إلى تركيا لبحث الوضع في سورية.
وفي محادثات من المقرر اجراؤها اليوم في مدينة العقبة على البحر الأحمر وغدا في أنقرة، «سيؤكد بلينكن دعم الولايات المتحدة لعملية انتقالية شاملة بقيادة سورية إلى حكومة مسؤولة وممثلة» للجميع، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر.
وبموازاة ذلك، أعلن مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديموقراطية «قسد» التي يهيمن عليها الأكراد، التوصل برعاية أميركية إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في مدينة منبج بريف حلب، حيث أسفرت ثلاثة أيام من الاشتباكات بين قواته وفصائل الجيش الوطني المنضوي ضمن «إدارة العمليات» عن مقتل 218 مقاتلا.
وقال عبدي في منشور على منصة إكس «توصلنا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في منبج بوساطة أميركية، حفاظا على أمن وسلامة المدنيين».
ويسيطر على منطقة منبج ذات الغالبية العربية في شمال شرق محافظة حلب، مجلس منبج العسكري التابع لـ«قسد» المدعومة أميركيا والمصنفة ارهابية في أنقرة.
وقال عبدي إنه «سيتم إخراج مقاتلي مجلس منبج العسكري من المنطقة «في أقرب وقت». وأضاف «هدفنا هو وقف إطلاق النار في كامل الأراضي السورية والدخول في عملية سياسية من أجل مستقبل البلاد».
من جهة أخرى، أظهرت صور ومقاطع فيديو لوكالة فرانس برس احتراق ضريح الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد في مسقط رأسه في القرداحة بمحافظة اللاذقية، بينما كان مقاتلون معارضون وشبان يتجولون داخل الضريح.
ويقع الصرح على تلة عند أطراف بلدة القرداحة. ويضم داخله مدافن لأفراد من عائلة حافظ الأسد، بينهم ابنه باسل الذي قضى بحادث سيارة عام 1994. وأظهرت صور فرانس برس ألسنة النيران تتصاعد من مجسم قبر عند زاوية قاعة فسيحة تزينها قناطر، بينما بدا مجسم قبر الأسد الأب في وسطها مدمرا بالكامل بعد إحراقه. وكان مقاتلون مع أسلحتهم ومدنيون حمل بعضهم علم الثورة السورية، يتجولون في المكان.
وبينت صور وكالة الأنباء الفرنسية أن مقاتلين معارضين وشبانا يتجولون داخل الضريح حيث دفن الأسد الأب بعد وفاته عام 2000، وألسنة النيران تتصاعد من مجسم قبر قبل تدميره.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد أحرق مقاتلون من فصائل معارضة الضريح بعد أيام على سقوط الرئيس بشار الأسد الذي خلف والده في الحكم.
الأنباء الكويتية