من المواقف المحزنة ايام حكم قحت ، كانت المظاهرات ثقافة عامة في كل انحاء السودان خصوصا في الطرق القومية . لو الموية قطعت بيطلع المواطنين يقفلوا الشارع لحدي ما تتصلح ، و كذلك اي امر مهما كان تافها ، الشباب جاهزين للتظاهر من أجله .
في شارع سنار سنجة حصل حادث مروري في منطقة مايرنو ، و الشباب قفلوا الشارع و ابتدوا يحفروا الظلط عشان يعملوا مطبات لمنع حدوثها مستقبلا .
شارع سنار سنجة من أقدم و اجود الطرق القومية على مستوى السودان شيدته شركة المقاولون العرب في بداية الثمانينات و استمر بدون صيانة حتى اليوم، يقال بأن العمال و الموظفين بحكم ان معسكرهم كان قبالة مايرنو و خلقوا علاقات طيبة مع اهل المنطقة قرروا زيادة جودة الطريق ما بين مايرنو وسنار ، لذا أصبح مقاوما لكل عوامل الطبيعة، بالرغم من أن الكثير من الطرق شُيدت و تهدمت في اقل من عامين أو تلاتة …
على كلٍ جاء الوالي عابرا من سنجة الى سنار و وجد الطريق مغلق بأمر الشباب و قد بدأؤا في تكسير الزلط و قطع الطريق ، و هم يتغنون بالهتافات الثورية وقتها ، نزل الوالي القحتاوي من سيارته و هتف معهم بعض الشي ثم اخرج من جيبه مبلغ ٥ الف جنيه دفعها لهم كمساهمة منه لإفطار فريق العمل ، فافسحوا له المجال للمرور بطريق ترابي و جانبي اسفل الزلط و هم يهتفون له …
اكملوا المطبات التي شوهت الطريق في افضل جزء على امتداد اسوا شارع يبدا من مدني وينتهي في سنجة …
لا أدري هل الوالي كان مدركا بأن الطريق القومي ملكا للدولة و هو رأسها في تلك البقعة و عليه حمايته ؟ ، أم انه كان يعتقد بأن الأمر لا يهمه و الطريق يستحق الكسر و الحفر طالما الشباب قرروا ذلك !! …
Salim Alamin