🔴 ما يحدث حول مدني يشبه ما كان يحدث حول سنجة قبل تحريرها

ما يحدث حول مدني يشبه ما كان يحدث حول سنجة قبل تحريرها. تقدم الجيش متواصل معروف وعلني والمليشيا لم يكن أمامها سوى الهروب أمام آلة الجيش أو الموت تحت أقدامها.
ليس هناك أي سر ولا خديعة؛ إمتحان مكشوف للمليشيا وستهزم فيه. تحرير سنار، ثم تحرير الجزيرة ثم الخرطوم وبعد ذلك (أو بالتزامن مع ذلك مثلما رأينا مع متحرك الصياد نحو أم روابة) الزحف غربا، كردفان ودارفور حتى حدود ليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى.

في بداية الحرب وحتى وقت قريب ظهر وكأن المليشيا تتقدم على الجيش وتتفوق عليه، وأنها تملك خيارات وتكتيكات لا حصر لها، وأنها يمكن أن تفاجئ الناس في أي لحظة. ولكن الجيش استطاع في النهاية حصر المليشيا وحصر خياراتها؛ تبدو المليشيا الآن مكشوفة عديمة الحيلة لا تملك أي مفاجآت. خياراتها في التعامل مع زحف الجيش محدودة للغاية.

فقد أصبحت الحرب مكشوفة؛ سيتقدم الجيش ويحرر المدن والقرى الواحدة تلو الأخرى، ولا تملك المليشيا سوى تلقي الهزائم وتبريرها بالتدخل الخارجي أو بالانسحابات التكتيكية المضحكة.

بالنسبة للمليشيا فقدان المبادرة يعني الهزيمة وخسارة الحرب وما نراه الآن هو فقدان كامل للمبادرة من جهة المليشيا وسيطرة شبه كاملة من قبل الجيش على مجريات الحرب.
إذ يملك الجيش عدد كبير من محاور الهجوم بقوات مجهزة مستعدة للتقدم وضرب المليشيا في اللحظة المناسبة مثلما رأينا اليوم الفاو وفي سنار والجزيرة وحجر العسل وفي شمال كردفان وفي بحري. هذه ميزة لم تتوفر للمليشيا حتى حينما كانت في أوج قوتها لأنها كانت تعتمد على الفزع وتحشيد القوات والتسلل والمباغتة ولا تعتمد على محاور قتال صلبة ثابتة. الجيش عنده معسكرات ثابتة ومتحركات في محاور ثابتة ومنتشرة جغرافيا وفقا لخطة عسكرية ومستعدة منذ وقت طويل للتحرك في الزمن المناسب. المليشيا كانت عندما تريد أن تهجم أو تدافع تستخدم الشرطة العسكرية لجمع قواتها المنتشرة داخل البيوت!

نحن هنا أمام جيش كامل بكامل هيكله ووحداته وعتاده وعدته وتسليحه في مقابل مليشيا مفككة من اللصوص والمرتزقة والفزع القبلي وبلا قيادة.

كل الذي كانت تتطلبه هزيمة هذه المليشيا هو استعداد الجيش وشن هجوم أرضي واسع. ولقد انتظر الناس طويلا ولكن انتظارهم لم يكن بلا جدوى. فقد استعد الجيش طوال هذه الفترة بصبر ونفس طويل ونحن الآن نحصد النتائج.
وما النصر إلا من عند الله في النهاية.

حليم عباس

Exit mobile version