رأي ومقالات

مصطفى ميرغني: (وأولي الأمر منكم…)

(…وأولي الأمر منكم…)
قيل في معناها القادة و العلماء قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى : وهم الولاة على الناس من الأمراء والحكَّام والمفتين؛ فإنَّه لا يستقيمُ للناس أمرُ دينهم ودُنياهم إلاَّ بطاعِتِهم والانقيادِ لهم. طاعةً لله ورغبةً فيما عنده، ولكن بشرط أن لا يأمروا بمعصية الله؛ فإنْ أمروا بذلك؛ فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.ا.هـ.

إن القائد عبدالفتاح البرهان في هذه المرحلة خاصة هو رجل السودان الأول ونحن وهو في خندق واحد نواجه عدوا مشتركا لا يرقب في مؤمن إلا و لا ذمة،وقد أبلى البرهان بلاء حسنا عسكريا وسياسيا واجتماعيا في هذه الحرب منذ بدايتها وأظهر شجاعة و إقداما لا ينكران،نعم هناك أسئلة وهناك استفهامات،طبيعة الحال تقتضي تأخيرها إلى انجلاء الغمة.

أما شيخنا عبدالحي يوسف فهو عالم فقيه له مجهوداته وأدواره الكبيرة في الدفاع عن الدين و الوطن،و له أبناء ثلاثة في هذه المعركة تقدموا الصفوف الأمامية إثنان بالمدرعات و ثالث بسركاب أصيب أخيرا،والشيخ منذ أول يوم في الحرب كان موقفه واضحا في دعم القوات المسلحة وأن الوقوف معها هو الواجب الشرعي،وحين صدع الشيخ بهذا الأمر كان كثيرون يدعون الحياد،وما زالت فتاواه و رسائله في هذه الحرب يتناقلها الناس من حين لآخر في دعم الجيش و المؤسسة العسكرية و أنها هي حامي حمى البلاد والعباد،وهو مع ذلك ليس معصوما و ليس منزها،ولا أحد يدعي ذلك،ومن حق كل واحد أن يختلف معه لكن بحفظ مكانته وعدم الإساءة إليه وعدم وصفه بما يليق.

نقول ليس البرهان بالرجل غير المحترم بل قد أثبت كفاءة و اقتدارا في هذه الحرب و ليس الشيخ بالضلالي و لا التكفيري فهو عالم وسطي ومتزن،وليت عقلاء بلادنا يسعون في مبادرة إصلاح بين الشيخ و القائد فكلاهما المجتمع في حاجة لهما،وكلاهما لهما أدوراهما العظيمة في نفع الأمة
اللهم أصلح ذات بيننا وألف بين قلوبنا.

مصطفى ميرغني