كانت في طريقها من بورتسودان لأم ضوًابان..
اختطاف الميليشيا لشاحنة الـ(يونيسف).. ماذا سيفعل المجتمع الدولي!!
اقتياد الشاحنة المحملة بأدوية الأطفال لمكان مجهول رسالة للعالم
الحادثة تأكيد على فقدان الميليشيا للسيطرة على قواتها في الأرض
تقرير_ محمد جمال قندول- الكرامة
ضمن سلسلة انتهاكاتها، اختطف مسلحون يتبعون لميليشيا الدعم السريع صباح أمس (السبت) بمنطقة ود أب صالح في شرق النيل عربة شاحنة تتبع لمنظمة اليونيسف محملة بأدوية طبية وأمصال وغذاء أطفال.
الحادثة تعبر عن سلوك الميليشيا بالتعامل مع الأشياء بلا سوار، كما تعد رسالةً للمجتمع الدولي الذي تغافل كثيرًا عن إدانة هذه الميليشيا في جرائمها بشكل واضح وملموس.
رسالة للعالم
وبحسب المعلومات، فإنّ العربة التي تتبع لمنظمة اليونيسف كانت في طريقها إلى منطقة أم ضوًابان قادمة من بورتسودان وتم اقتيادها بكامل حمولتها لجهةٍ غير معلومة.
الخبير الأمني الاستراتيجي اللواء (م) عادل حسن قال إنّ ما فعلته الميليشيا بخطف شاحنة تتبع لمنظمة اليونيسف محملة بأدوية طبية للأطفال كانت في طريقها لأم ضوًابان وتم اقتيادها لمنطقة مجهولة رسالة للمجتمع الدولي، وزاد: (يعني المنظمات التي تدعم الإنسانية والمرض والمواطن باتت تعلم أنّ الأمان في مناطق الجيش السوداني وبالتالي هي رسالة للعالم).
وأضاف عادل أنّ هذه الحادثة تكشف بوضوح حالة الانهيار التام لميليشيا الدعم السريع المدعومة من (دويلة الشر).
سلوك ممنهج
ويرى الإعلامي والمحلل السياسي أسامة عباس أنّ هذه الحادثة تأتي تأكيدًا على فقدان الميليشيا للسيطرة على قواتها على الأرض، فهذه الحادثة تعد الأولى من نوعها خارج إقليم دارفور.
وتابع أسامة لافتًا أنّ الحادثة تشير إلى أنّ أفراد الميليشيا لا يعدو كونهم (نهابة) فقط دون اكتراث لأي تبعات يمكن أن تشكلها مثل هذه الاعتداءات، إضافةً إلى أنّ قوات الميليشيا الموجودة الآن بمنطقة شرق الجزيرة وبعض مناطق البطانة تعيش حالةً من الارتباك بعد الهزائم التي منيت بها مؤخرًا في محور سنار ومحور سنجة والضغط الذي تعيشه قواتها في الجزيرة، فتحولت هذه الميليشيا إلى استثمار هذه الحالة لتحقيق مكاسب تتمثل في السرقة والنهب، وقد دللت على ذلك شهادات الكثير من المواطنين الذين غادروا الخرطوم عن طريق مناطق ود حسونة شرق الخرطوم بحري، فقد تعرضوا لعمليات نهب منظمة، بالإضافة إلى عمليات ابتزاز بدفع فديات نظير إطلاق سراح بعض الشباب، فالناظر إلى هذه الحادثة بشكل جدي فهي لا تعدوا كونها سلوكًا ممنهجًا لهذه الميليشيا، كما تحاول منع وصول أي إمداداتٍ من المساعدات لمناطق شرق النيل أو شرق الجزيرة لإبقاء الأوضاع كما هي عليه الآن، ثم إجبار مواطني تلك المناطق على مغادرة قراهم وتركها لتصبح مناطق يمكن للميليشيا اللجوء إليها في حال تعرضت لضغطٍ في الجزيرة.