كسلا الوريفة.. إستضافة النازحين يفوق الإمكانيات المالية و البشرية
بدعوة كريمة من مفوض العون الإنساني بولاية كسلا الاستاذ إدريس على محمد الشهير والمعروف ب(إدريس واراب) توجهت الي محليتي حلفا الجديدة ونهر عطبره بغرض الوقوف ميدانياً على أوضاع النازحين.
من الصعب جداً توصيف أوضاع النازحين القادمين من شرق الجزيرة الذين يعانون معاناه كبيرة جداً ويفتقرون الي أبسط مقومات الحياة.
غياب الإحصائيات الدقيقة لأعداد النازحين من أكبر المعضلات التي تقف حاجزاً منيعاً لعدم إنسياب المساعدات الإنسانية من المنظمات.
عقب تحرير مدينة سنجه عاصمة ولاية سنار على أيدي الجيش السوداني أعلنت مفوضية العون الإنساني بولاية كسلا برنامج العوده الطوعية وأعدت العده لذلك في حصر الراغبين للعودة على أن تتكفل المفوضيه باالتنسيق مع ديوان الزكاه لدفع فاتورة الترحيل.
إقامة معسكر دائم للنازحين في منطقة دمياط التي تبعد حوال 45 كيلو غرب مدينة حلفا الجديدة من الحلول الجذرية لضمان استقرارهم وجاري العمل في توفير الخدمات الضرورية.
ملف النازحين ملف شائك ومعقد ويفوق إمكانيات ولاية كسلا المالية و البشرية فلابد من تدخلات عاجلة خارج الإطار الرسمي الروتيني.
باالرغم من جسامة الأزمة الإنسانية الناتجة من جراء الحرب.. إلا أن إستجابة المجتمع الدولي متواضعة جداً.. ولاترتقي الي حجم الأزمة ويبدو أن هنالك أسباب خفية تقف خلف عزوف المنظمات الأجنبية في التعامل مع الملف الإنساني.
من المبادرات المجتمعية المشهودة في إستضافة النازحين تقف تجربة مجلس شوري قبائل البني عامر والحباب بمحليتي حلفا الجديدة ونهر عطبره خير شاهد وداعم ومساند ومؤازة النازحين مالياً ومعنوياً.
مفوضية العون الإنساني بولاية كسلا تعمل في ظروف معقدة وشائكة وبإمكانيات مالية ولوجستية محدودة جداً.. إلا أنها لم تقف مكتوفة الأيدي وتبذل قصاري جهدها في أن (تخلق من الفسيخ شربات).
ملف النازحين ليس مسئولية الحكومة لوحدها فلذلك لابد من تضافر الجهود الرسمية الشعبية من أجل تدارك الموقف.
حصر النازحين يتم بطريقة بدائية وغير مواكبة لمعايير الحصر الدولي.. فلابد من إعادة النظر في الكادر الذي يقوم بهذه المهمة.. ولابد من إقامة دورات تدريبية متخصصه لهذا الغرض وترشيح كوادر شبابيه فاعله لهذه المهمة.
غياب كامل لأتيام جمعية الهلال الأحمر السوداني في مواقع المعسكرات.. وبالذات في معسكر دمياط حيث جرت العادة تواجد المتطوعين التابعين للجمعية في كل المواقع التي زرتها في مختلف ولايات السودان التي تضررت من جراء الحرب.
أحزنتني طفلة صغيرة داخل معسكر دمياط عندما قالت لي باالنص (يا أبوي أنا مشتهية أكل باااااسطة).. والله العظيم لو توافرت لي الإمكانيات المالية واللوجستية لملأت الدفارات بالباسطه وأرحلها من مدينة كسلا تلبية لطلبها ولكن للأسف العين بصيرة واليد قصيرة.
إنتشار العقارب والثعابين حول معسكر دمياط يشكل خطر داهم على الأطفال ويروع من أمنهم ويؤرق مضاجعهم.
كبار السن من أصحاب الأمراض المزمنه يحتاجون الي رعاية طبية متواصلة.. فلابد من زيارات يومية من قبل الأطباء الإختصاصين بغرض توفير العناية الطبية.
مع دخول فصل الشتاء وإرتفاع موجة البرد.. يحتاج معسكر دمياط الي معينات عاجله من الدفايات وبالذات ملابس البرد للأطفال وكبار السن في معسكر دمياط.
محمد عثمان الرضي
التيار