رأي ومقالات

إريتريا.. الصداقة الصادقة

دخلنا إلي القصر الرئاسي بالعاصمة الإرتيرية أسمرا وإستقبلنا بحفاوة .
لحظات و دلفنا إلي حيث الرئيس اسياسي افورقي الذي رحب بنا عند باب مكتبه كنا عشرة من الصحفيين .

كما تقتضي المراسم مددت يدي بالتحية والتعريف بنفسي فقلت انا راشد فاكمل الإسم ( راشد عبد الرحيم عمود إشارات ) .
كان هذا شأنه مع كل زملائي معرفة وافية كافية .

علي مدي ثلاث ساعات ادركنا ان الرجل متابع دقيق للإعلام السوداني وكل قضايا السودان .
ملم بالشان السياسي والإجتماعي ومعرفة دقيقة بالإقتصاد وحركة التجارة .
تلكم الأيام إستقبل فخامته العديد من الزيارات السودانية الرسمية والشعبية والوفود الفنية ورجالات الحكم والقوي الشعبية من شرق السودان .

شهدت و رفقة صحفيبن محبته وعلاقته القوية ببلادنا منذ سقوط نظام منغستو هايلي مريام بأديس ابابا عند زيارتنا لمتابعة تطورات نشأة الدولتين اريتريا واثيوبيا .

أثناء تلك الزيارة سجل عدة زيارات لمنزل السفير السوداني بأديس أبابا حيث كان حضورا المرشح لسفارتنا بأريتريا .
ظل الرجل علي صلته القوية بالسودان .

كانت علاقته بالسفير المميز ماجد يوسف عليه رحمة الله قوية و ممتدة وهي صداقة اكثر من كونها علاقة رسمية .
كان السفير الأخ الكريم ماجد يوسف رجل ودود ونشط طور الصلات بين البلدين ونظم العديد من الزيارات الرسمية والشعبية واسس بيت السودان بأنشطته المتعددة .

لم يكن غريبا ان تفتح أرتيريا حدودها وأرضها عند نشوب الحرب لكل من وفد إليها من السودان .
إنفتحت الابواب الرسمية بلا تأشيرة ولا إقامة ولا رسوم من اي نوع سواء للدراسة او العلاج .
كما إنفتحت ايضا ابواب المنازل تستقبل السودانيين في إخاء ومودة .
شارع الحرية الذي شهد مشاركات كبار مطربينا لشعب أرتيريا إحتفالاته بأعياد الإستقلال شهد قبل يومين مواكب التأييد للقوات المسلحة والشعب السوداني بحضور الرئيسين اسياسي افورقي والفريق اول البرهان .

ظلت مواقف أرتيريا و رئيسها منذ إندلاع الحرب قوية وواضحة مع شعبنا وجيشنا ضد التمرد .
مواقف اصيلة صادقة لم تقم علي مصلحة او طمع بل تجاوزت وتحملت في سبيل ذلك الكثير .
بقيت أرتيريا علي موقف الصدق والمؤازرة بينما سارعت العديد من الدول المجاورة إلي مواقف التنكر والعداوة والكيد طمعا في اموال تدفقت تؤجج الحرب وتحشد جوار خاننا وإخوة تنكروا لنا طمعا في مغنم من عطايا دول غنية ومواقف مساندة من دول كبري تسعي للتاليب الدولي علينا .

وقفت أرتيريا معنا بقوة وهي تعلم شراسة الإستهداف ولكنها تجاوزت الطمع العاجل والتنكر للإخاء وكانت نعم الصديق في الضيق والرخاء وتكسرت بين قدميها ويديها كل محاولات النفاذ عبرها إلينا .
وقفت أريتريا معنا موقف الصديق الصادق والقوي الشامخ بالوفاء بلا من و لا أذي .

راشد عبد الرحيم
_________________
المحقق