والي بحر أبيض

كتبنا من قبل تلميحا لوالي بحر أبيض. ولكن لا حياة لمن تنادي. وكأننا نؤذن في مالطا. واليوم قد بلغ سيل المحن والإحن الزبى. لذا نخاطبه تصريحا كسلطة رابعة مناط بها سد الخلل وتبصير الحاكم والمحكوم. ومشفقا كمواطن بالولاية قد دفع ومازال يدفع فواتير ذلك الإخفاق. ومن باب (لا خير فينا إن لم نقلها. ولا خير فيه إن لم يقبلها). سيدي الوالي لتعلم جيدا بأن الولاية تعيش في ظلمات أربع. شمالها تحت سيطرة التمرد وهذه الظلمة الأولى. وهي أفضلها وأخفها وطأة من باقي الولاية الذي تحت سيطرتك. فصراحة وصل الدرك الأسفل من التردي وغياب المسؤول في جغرافية حكمك. الفوضى ضاربة بأطنابها. منظمات أجنبية تسرح وتمرح ولا رقيب عليها. وهناك تنسيق تام بينها والتقزميين. فكل ما قدمته مؤخرا للمواطن في ظاهره الرحمة. وفي باطنه العذاب. فهي قد قطعت أشواط وأشواط في هدم الدولة السودانية (وأنت في وادي المحنة) الحاضر الغائب. وكذلك التمرد الناعم في الخدمة المدنية وخاصة وزارتي: الصحة والتربية والتعليم. وهذا أشد خطورة من بندقية حميدتي. وإضافة لذلك الرشوة التي أصبحت على (عينك يا تاجر) في كثير من الإرتكازات. تصور خارج بجوال سكر (واحد) من أي مدينة للاستهلاك المنزلي تدفع. داخل بجوال ذرة أو سمسم (واحد) لأي مدينة لبيعه لمصاريف البيت تدفع. وآخر الظلمات يتمثل في جشع التجار. وهؤلاء اشرأبت أعناقهم لغياب الرقابة. لذا أساءوا الأدب مع فقه البيوع. وخلاصة الأمر سيدي الوالي إن كنت تدري بكل تلك الظلمات (وعامل فيها أضان الحامل طرشاء) فتلك مصيبة. وإن كنت لا تدري بذلك (زي إبل الرحيل شايلا السقى وعطشانا) فالمصيبة أكبر. عليه اتق الله في أمة محمد. فإن عجزت عن فعل شيء في تلك الظلمات التي أطبقت على إنسان الولاية من كل جانب اليوم قبل الغد. ننصحك بترك الراية لغيرك بالاستقالة قبل الإقالة.

د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الأربعاء ٢٠٠٢٤/١١/٢٧

Exit mobile version