بعد النجم الكبير بيليه الذى بدأ فى ١٩٧٥ صنع شعبية كرة القدم فى الولايات المتحدة.. ووزير الخارجية الأمريكية الأشهر هنرى كيسينجر الذى أهدى الولايات المتحدة استضافة مونديالها الكروى الأول ١٩٩٤.. جاء الدور على قائد المنتخب الأمريكى كريستيان بوليسيتش فى ٢٠٢٤ ليجبر كلا من الكونجرس والبيت الأبيض للالتفات بشكل حقيقى وصارخ ومثير لكرة القدم.. ففى المباراة الأخيرة للمنتخب الأمريكى أمام جامايكا فى دور الثمانية لبطولة دورى أمم الكونكاكاف.. سجل كريستيان هدفين احتفل بهما برقصة ترامب التى أصبحت شهيرة بعدما قاد منتخب بلاده للتأهل لقبل نهائى البطولة أمام بنما.. فعند إعلان فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية فاجأ ترامب الأمريكيين والعالم كله بالرقص على طريقته الخاصة.. نفس الرقصة التى اعتاد عليها ترامب طيلة جولاته الانتخابية.. وتحولت رقصة ترامب بسرعة بعد عودته للبيت الأبيض إلى تقليد رياضى ليرقص مثل ترامب كل من يسجل نقطة أو هدفا.. ورغم ذلك لم يلتفت السياسيون الأمريكيون إلا لكريستيان الذى أعلن منذ وقت طويل تأييده لترامب.. ولم تقبل الجماهير الأمريكية المؤيدة للحزب الديمقراطى رقص كريستيان على طريقة ترامب..
وانتقل الغضب الجماهيرى من المدرجات إلى الكونجرس حيث النواب الديمقراطيين الذين أزعجهم رؤية رقصة ترامب فى مباراة يلعبها منتخب لكل الأمريكيين وليس منتخبا للحزب الجمهورى فقط الذى ينتمى له دونالد ترامب.. وعلى الرغم من خلافات كثيرة ودائمة بين الحزبين الأمريكيين إلا أنها المرة الأولى التى تصبح فيها كرة القدم واحدة من هذه الخلافات السياسية الأمريكية ومثارا لجدل سياسى وشعبى وإعلامى أيضا.. وفجأة تحول كريستيان الذى يلعب حاليا لنادى إنتر ميلان الإيطالى من النجم الكروى الأمريكى الأهم والأشهر لدرجة أن يحمل لقب كابتن أمريكا إلى إنسان أحمق مكروه ومغضوب عليه.. ولم يكن كريستيان رياضيا وحيدا احتفل برقصة ترامب.. فقد رقصها أيضا جون جونز، لاعب الفنون القتالية، بعد الفوز على ستيب ميوسيتش، وشاهده ترامب الذى كان فى المدرجات مع الملياردير إيلون ماسك.. ورقصها أيضا نيك بوسا، لاعب كرة القدم الأمريكية، الذى تلقى الإعجاب برقصته من ترامب شخصيا.. ورقصتها أيضا لاعبة الجولف البريطانية تشارلى هول.. ورقصها آخرون سيتزايد عددهم يوما بعد آخر ليسوا كلهم من الفريق المعجب أو المقتنع بدونالد ترامب ولا يرقصون مثل ترامب لأى دوافع سياسية.. لكن لأن رقصة ترامب أصبحت أو ستصبح وتبقى الصيحة الجديدة للتعبير عن فرحة الانتصار.. وكانت جريدة نيويورك تايمز الشهيرة قد أعربت عن استيائها من رقصة ترامب حين يرقصها ترامب، حيث رأتها الجريدة لا تليق بوقار وجدية السياسة، بينما رأتها جريدة واشنطن بوست وسيلة جديدة لجأ إليها ترامب للاقتراب أكثر من الناس.
ياسر ايوب – المصري اليوم