أخطأت الحكومة بتعيينها للأعيسر وزيراً للإعلام، وهو اختيار يتماشى مع الاتجاه السائد الخاطئ بضرورة تعيين وزير يتمتع بقدرة على الكلام والفصاحة و”النضمي” دون النظر لطبيعة ما يدلي به من تصريحات أو ما يتمتع به من صفات تتوافق مع المرحلة.
أقول هذا الكلام بعد مشاهدتي لحلقة الاعيسر في قناة الجزيرة ، والتي بدا فيها بصراحة مفرطة ومثالية مضرة قد تظهر مستقبلاً في أداء الرجل الذي يبدو عليه عدم التوازن الذي سينعكس على تبنيه خيارات تميل لتعزيز صورته الشخصية المرتبطة بلحظة ديسمبر بدلاً من السعي نحو تحقيق أهداف استراتيجية تخدم رواية الدولة الإعلامية للحرب.
هذا التضارب في شخصية الاعيسر سيجعله صيداً سهلاً لأجهزة الإعلام ولبعض الجهات التي تستثمر في توظيف حالة النرجسية العمياء وجعلها نيراناً صديقة تضرب رواية الدولة للحرب من الداخل. ولو كان هناك من موقع يمكن أن يتقلده الأعيسر فالأفضل أن يكون في إطار الجهد الشعبي الداعم للدولة في شكل لقاءات أو برامج بعيداً عن الصفة الرسمية. وإن كانت التقديرات مختلفة للذين أتوا به، فنقول لهم وله إن الإنكار المقبول ” Plausible deniability ” سمة أساسية في العمل الوزاري والمهني،
وإن الصراحة الزائدة قد تكون مضرة لوزير مهامه الأساسية هي تعزيز موقف الدولة داخلياً وخارجياً، وليس من مهمته أن يؤرخ للأحداث التاريخية .
Hasabo Albeely