لن يوحد السودانيين شيءٌ غير الإسلام
فلا القوميات ستوحده و لا الشعارات الرنانة ولا الخطابات العاطفية؛وذلك أن تاريخ السودان سواء الحديث أو القديم مليء بالدماء و الأحقاد والضغائن و الثأر القبلي و النعرات العصبية،وما أشبه مجتمعنا اليوم. بمجتمع الأوس و الخزرج لما جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كانوا متناحرين متقاتلين متباغضين متدابري؛فوحدهم رسول الله صلىاللهعليهوسلمعلى كلمة سواء ،مالذي جعلهم يتوحدون ويتوافقون و يكونون كالجسد الواحد؟، حتى يظن القارئ في السيرة النبوية أن ثمة خلاف لم يكن بين الأوس والخزرج في القديم؛لما ير من توافقهم واجتماعهم على كلمة سواء،
،وذلك هو العلاج القرآني الناجع.
وهنا لابد أن أشيد بجماعة أنصار السنة المحمدية التي كانت لها نظرة بعيدة قبل سنوات من الآن؛إذ كانت تحرس على إقامة القوافل الدعوية إلى أقاصي البلاد شرقا وغربا وشمالا وجنوبا لتوعي الناس بخطر القبلية وشر العصبية،ويكاد شيخنا محمد الأمين إسماعيل طاف معظم الولايات والمدن الغربية والشرقية محذرا من مغبة سفك الدماء و خطر العنصرية القبلية،وأذكر أن جماعة أنصار السنة المحمدية أقامت مؤتمرا كبيرا جمعت فيه معظم بل يكاد كل قبائل السودان تحت اسم مؤتمر التعايش السلمي،فمثل هذه المبادرات القائمة على النهج النبوي و على الشريعة والكتاب السنة،هي التي توحد السودانيين وتجمع كلمتهم،وتزيل جميع الأحقاد و الضغائن المتوارثة في القلوب.
فخير الهدي هدي سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم…
مصطفى ميرغني