▪️شاءت الاقدار أن تمتحن بريطانيا في بحر هذا الأسبوع لتسقط سقوطا مروعا في امتحان القيم الانسانية المشتركة وتجلت للعالم المأساة الكبيرة بأن من يدعون حماية المدنيين والحفاظ علي مبادئ حقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة ما هم ألا أدوات للتآمر تنتهج المعايير المزدوجة للحفاظ علي السلم والامن الدوليين ، وإنكشف غطاءهم ما بين أحبولة حماية المدنيين في السودان وحماية المدنيين في غزة…فبانت ما بينهما عوراتهم وعوارهم..وذرف وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي دموع التماسيح (Corocodile tears) فبعد صدمته من الفيتو الروسي هرف وزير الخارجية البريطاني وجن جنونه ليتحدث بما أملي عليه من دولة الاستعمار الجديد Neocolonialism ودون أن يطرف له جفن ولم تنبث بريطانيا ببنت شفه بشأن مشروع القرار أمام مجلس الأمن حول غزة،،مما يؤكد بجلاء خطل آليات الحفاظ علي السلم والامن الدوليين مما يستوجب تحركات جاده لاصلاح المنظومة الدولية وبصفة خاصة إصلاح مجلس الأمن الدولي بواسطة الدول والشعوب المحبة للسلام .
▪️مفهوم حماية المدنيين ،الذي تتباكي عليه الدول الكبري غير المأتمنة علي حماية البشرية، تم تنظيمه بموجب إتفاقيات جنيف الأربعة للعام 1946 وبروتوكولاتها الإضافية وهي في حقيقة الأمر معاهدات دولية تتضمن اهم القواعد التي تحد من وحشية الحروب وحماية الأشخاص المدنيين اللذين لا يشاركون في القتال وهذه الاتفاقيات هي المؤسسة للقانون الدولي الإنساني ويشمل تعريف الحماية في القانون كل الأنشطة التي تؤدي الي احترام حرية الإنسان الاساسية
▪️ إن الخطوة البريطانية الفاشلة ، وهي حاملة القلم بشأن قضايا السودان بمجلس الأمن، وحاملة القلم هي تسمية لا تخلو من وصايا في حد ذاتها حيث جرت العادة أن يتولي بعض الأعضاء الدائميين كفرنسا أن تكون حاملة القلم للدول التي استعمرتها في الغرب الافريقي وبريطانيا للدول التي استعمرتها في الوسط والجنوب الافريقي،،هذا النظام الظالم والمتعالي يتطلب من الدول النظر فيه واعادة تقديم مقترحات ورؤية جديدة بعيدة عن الرؤية الدونية والنظرة الاستعمارية الجديدة وربما الأجدي أن تتولي لجان مختارة من عضوية المجلس بين الدائمة وغير الدائمة أو عبر المجموعات الجغرافية في نيويورك تقديم مشروعات القرارات لدولها، وهذه فكرة تحتاج للتداول والتطوير وستجد مقاومة بلاشك من بريطانيا وامريكاوفرنسا، أن الخطوة البريطانية ما هي في حقيقة الأمر ألا سيناريو جديد معد أرادوا له أن يبدأ متزامنا مع رئاسة بريطانيا لمجلس الأمن لشهر نوفمبر، وكان مقدرا لها تنظيم زيارة لبورتسودان تحت رئاسة بريطانيا لتقوم بدورها بتجيير الزيارةلمخططها الاثم والخروج بتوصيات بعد الزيارة تدعم إحبولة التدخل الانساني لحماية المدنيين ولم تتم الموافقة علي هذه الزيارة والتي خطط لها بليل ليبدأ سيناريو التدخل العسكري بعدها بقرار من مجلس الأمن تحت الفصل السابع بحجة التدخل الإنساني لحماية المدنيين أو مايعرف بمسؤلية الحماية (responsibility to protect ) كما حدث إبان حقبة الرئيس الأمريكي بيل كلنتون الذي أمر ذات صباح ببدء امريكا عملية إستعادة الأمل في الصومال
(Operation restore hope)
في العام ١٩٩٣ ،وبعد دخول جحافل اليانكي شواطئ الصومال عبر المحيط الهندي صدر قرار مجلس الأمن لحفظ ماء الوجه لاحقا والذي أنشأ عملية الأمم المتحدة في الصومال والتي عرفت بعملية اليونصوم (UNOSOM) وذلك بعد أشتداد الحرب بين الجنرال علي مهدي والذي كان يمثل قبائل الهوية في الصومال والجنرال محمد فرح عيديد والذي كان يمثل قبائل الهبرقدر، ومن ثم أصبحت قضية التدخل الدولي للأغراض الانسانية وحماية المدنيين من المفاهيم التي جري تطورها بحجة حماية حقوق الإنسان وحرياته الأساسية من كافة أشكال التهديد والاعتداء ، وهذا الحق قصد به أستثناء من القاعدة الأساسية والعامة للقانون الدولي والتي تنادي باحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شئونها الداخلية باعتبارها من المرتكزات الراسخة التي تقوم عليها مبادئ القانون الدولي والعلاقات الدولية المعاصرة.
▪️الولايات المتحدة وبريطانيا تعلمان جيدا إلي أين يهرب المدنيون في السودان من بطش وتنكيل المليشيا المتمردة واللوذ بالمناطق الآمنة التي ينتشر بها الجيش السوداني ويحتمي به ، ويفر المواطنون من المليشيا كفرار السليم من الاجرب ،وكيف يستقبل الشعب السوداني قواته واجهزته النظامية والمستنفرين وهي تزود عن حياضه وحماه في كل المناطق والمحاور العسكرية، ولكن عين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا، ،حفظ الله البلاد من مكر الماكرين وأعزها وهي تخوض معركة الكرامة التاريخية الفاصلة.
السفير أنس الطيب الجيلاني