غياب الادارة التنفيذية : المدن المستردة والنزوح
هل هناك سبب وجيه يفسر غياب السلطة التنفيذية عن هذا الميدان ؟..
ملايين المواطنين غادروا مناطقهم وقراهم إلى ولايات اخري ، يبحثون عن مكان اقامة ، عن لقمة عيش تسد الرمق ، وعن جرعة دواء ، وعن ظروف خاصة واجهها الكبار والصغار ، كل ذلك أمر معلوم وتحدث عنه العالم والمنظمات والمجتمعات ، ولكن مجلس الوزراء السوداني بلا حس ؟..
هل زار رئيس الوزراء أى معسكر للنازحين ؟ هل شكل لجنة عليا تتحرك وتعالج وتقترح ؟ هل زار واحدة من المناطق المحاصرة كالمناقل أو سنار أو النيل الأبيض ؟ هل زار المناطق التى استردها الجيش للوقوف على كيفية الاعمار ؟ ..
هل زار امدرمان أو كررى أو بحرى أو السوكى أو الدندر ؟..
هناك جهد ملحوظ لبعض الولاة ومنهم والى الخرطوم محمد عثمان حمزة ، كما أن رئيس مجلس السيادة الانتقالي يتفقد هؤلاء ويلتمس حاجاتهم ولكن الحكومة التنفيذية غائبة ، أو على الأقل تقوم بدور غير مسموع أو محسوس..
الكثير من الأمور يمكن القيام بها للتخفيف من وطأة النزوح ، واولها: تنظيم تدفقات الدعم وتوظيف مظان الخير وتشجيع مبادرات الافراد والشركات والمنظمات والمجتمعات ، وثانيها: توظيف ما امكن من موارد لبعض الجوانب وخاصة الصحية ورعاية الحالات الخاصة من الأطفال المفقودين وكبار السن واصحاب الامراض المزمنة..
هل هذا أمر صعب ؟
تحتاج المدن المستردة لإدارة تنفيذية صلبة ، للإعادة الاعمار ، وترميم اللحمة الإجتماعية ، وبث الطمأنينة والثقة ، لا يكفي دور الولاة وهم بلا حكومات فاعلة ، الآن عادت مناطق مثل سنجة والدندر والسوكى وكركوج ، وما زالت بعض الخلايا الموالية للمليشيا تثير الضغائن والمواقف والشكوك ، أليس ذلك دور الادارة المدنية..
كل مؤسسات المجتمع تفاعلت بينما غابت الحكومة بأدوارها ووظائف ..
حفظ الله البلاد والعباد
د.ابراهيم الصديق على
25 نوفمبر 2024م