دعا خبراء في مجال الأمن السيبراني إلى ضرورة إعداد المزيد من القيادات المتخصصة لمواجهة التزايد المستمر في التهديدات الرقمية، في ظل النقص العالمي الحاد في الكفاءات المؤهلة. وأكدوا أن الاستثمار في تأهيل طلبة المدارس واكتشاف المواهب يُعد الخطوة الأولى نحو بناء جيل جديد قادر على مواجهة التحديات التي تواجه المؤسسات التعليمية والقطاعات الخاصة.
تشير التقديرات إلى وجود فجوة عالمية تقارب 4.8 ملايين متخصص في مجال الأمن السيبراني، بينما أوضحت تقارير حديثة أن 70% من الشركات ترى أن نقص الكفاءات المتخصصة يزيد من مخاطر التعرض للهجمات السيبرانية. هذا الواقع يعزز الحاجة إلى الاستثمار المكثف في تطوير المهارات البشرية في هذا المجال الحيوي.
أوضح خالد عبدالتام، مدير التكنولوجيا والتعلم الإلكتروني في المدرسة الأمريكية الدولية بالرياض، أن تزايد الهجمات السيبرانية، خاصة على المؤسسات التعليمية، دفعهم لإطلاق مبادرة تهدف إلى تعزيز الوعي الرقمي وتثقيف المجتمع. وذكر أن المبادرة تشمل برامج تدريبية متخصصة لقطاع التعليم يتم دمجها في المناهج الدراسية بدءًا من المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية، بهدف تمكين الطلاب من أن يصبحوا مواطنين رقميين مسؤولين.
من جانبه، أشار جون ماديسون، نائب الرئيس التنفيذي للمنتجات ومدير التسويق في شركة فورتينت، إلى أن الشركة تواصل توسيع برامجها التدريبية وشراكاتها الاستراتيجية لتقديم شهادات معتمدة تسهم في تعزيز الأمن السيبراني عالميًا، مع تركيز خاص على المملكة العربية السعودية.
يؤكد الخبراء أن مواجهة التحديات الرقمية المتصاعدة تتطلب جهودًا مشتركة بين المؤسسات التعليمية والحكومات والقطاع الخاص لتطوير مهارات الأجيال القادمة، مما يضمن بناء منظومة رقمية آمنة ومستدامة.
وأضاف: إنَّ سدَّ الفجوة في المهارات السيبرانيَّة يُعدُّ أمرًا حيويًّا لتعزيز مرونة المجتمعات في مواجهة التهديدات المتزايدة.
وفي إطار دعم واهتمام المملكة لتعزيز الأمن السيبراني، أعلنت عدد من الجهات مؤخَّرًا عن توفير برامج توعية وتدريب أمني مجانيَّة، تستهدف 6 ملايين طالب وطالبة، تتراوح أعمارهم بين 4 و18 عامًا، بهدف تمكينهم من تطبيق مبادئ الأمن السيبراني في تعاملاتهم الرقميَّة اليوميَّة.
جريدة المدينة