في الدراسات المسرحية للنصوص المأساوية ، نجد – أغلب الأحيان – تحولات شخصية كبرى ، تحدث لبعض ( الأبطال ) ، في اكتساب لبعض السجايا الحسنة والذوق الرفيع .
وهي تحولات منطقية ، مثلما حدث لشخصية ( الملك لير ) و ( ماكبث ) وآخرين في تراجديات وليم شكسبير .
المآسي عجمت أعوادهم ،
وأخرجت المستتر من حسن نفوسهم .
وهكذا ( البرهان ) في حياة السودان اليوم ، إعتصرته حرب الكرامة ،
فتجلى بريقه من زوايا أخرى ،
ثبات وجسارة وتوثب موزون الخطى ، وحكمة وضيئة راجحة .
وفي هذا ( برهان ) للناس أن هذه الحرب ، برغم فداحة مأساتها ،
وثقل نكباتها ،
إلا أنها أعطتنا كثيرا من المكاسب الحسنة ،
منها صلابة جيشنا ،
وفوق صلابته ، قيادة أدركت حقيقة الأشياء ، أو قدرة تفسيرها ، والنظر إلى ما وراءها ،
فنالوا ما نالوا من إعجاب الشعب بهم ،
والمكسب الأعظم هو هذه المعرفة لذاتنا ،
معرفة لامسة أعلى السقوف ، الجيش والشعب ، معا في تواشج ما عرفه تاريخ السودان الحديث .
بهذا نكتب كلمة جديدة تضاف إلى نظرية أرسطو في كتاب فن الشعر ( إن التراجيديا تعمل على التطهير – بإثارة عاطفتي الخوف والشفقة )
لنكتب ليس بالضرورة التطهير فحسب ، بعاطفتي الحب والإعجاب بالأبطال .
فالمأساة في مسرح حياة السودانيين أثار فينا عاطفتي الحب والإفتتان بجيشنا وقيادته .
إذ ، برهن ، البرهان ، ملكة خلاقة ،
وفيض من الإمكانات المبدعة ، وحزمة ذكاءات متعددة أبهرت العرب والعجم في العالم .
الدكتور فضل الله أحمد عبدالله