أمس كان يوم السودان في البل الدولي و المحلي تاهل السودان للتصفيات الافريقية لعام ٢٠٢٥ بالمغرب و إنحسرت مواقع الدول الأفريقية المعادية للسودان من النيجر و تشاد و افريقيا الوسطي إلي مواقع المؤخرة في مجموعاتها .
تحقق بذلك ما صدع به الكابتن هيثم مصطفي حين قال ( اليوم نفذ لاعبونا شعار (بل بس ) و رفعوا اسم السودان عاليا )
مع ما تحقق في الرياضة تم ايضا في السياسية الخارجية و التي جاءت علي غير ما تنتظر تقدم التي خاب ظنها الذي عبر عنه خالد سلك حينما بشرنا بالتدخل الأجنبي بقوله ( القوات الدولية قادمة و علي الناس الإستعداد )
اليوم عرف سلك ان روسيا ( تخاف منهم ) كما قال ناطقهم جعغر سفارات .
أتي الفيتو الروسي في مجلس الأمن منهيا مشروعا بريطانيا ماكرا يمهد للسيطرة علي القوات المسلحة السودانية بغطاء توفير مناطق آمنة لحماية المدنيين .
و هو في حقيقته قرار يتيح دعم التمرد بفتح المعابر التي تمكن من إدخال العتاد العسكري و السلاح لقواتهم المنهزمة .
بريطانيا التي كانت ترعي تقدم و تفتح لها المنابر في ( تشاتم هاوس ) إنهزمت من موقف روسيا و كان إحباطها واضحا في تعليق وزير خارجيتها الذي وصف الفيتو بأنه ( عار ) معتبرا ذلك وقوفا ضد كل الأعضاء في مجلس الأمن و تناسي الوزير انه لم يطلق ذات الوصف علي أمريكا و هي تقف ضد كل دول مجلس الأمن و بقراراته المجمع عليها بإدانة إسرائيل .
ظلت بريطانيا علي مر التاريخ تتحذ المواقف الضارة و المهلكة للشعوب العربية و الإسلامية فهي التي زرعت إسرائيل بيننا و هي التي قسمت دولنا قطعا بإتفاقية سايكس بيكو و هي الدولة التي قتلت الاف السودانيين في كرري و غيرها .
لن تتوقف مواقف بريطانيا ضد السودان في مجلس الأمن طالما ظلت هي ( حامل القلم ) في الشان السوداني بالمجلس .
كشف الفيتو الروسي عن التغير الكبير علي القوي السودانية التي كانت تاريخيا ضد امريكا و ديكتاتوريتها و و قفت اليوم مع الإستكبار الأمريكي ضدها و ضد روسيا و التي كانت محط حب و غرام اليسار السوداني الداعي لإستقلال الدول و سيادتها .
تحولت تقدم و اليسار السوداني إلي ذراع إمبريالي ضد الشعوب .
اليوم لم يعد قادة تقدم و رموزها قادرين علي معايشة شعبهم في بلدهم و لا في كل موقع في العالم .
اليوم خسرت تقدم مجلس الأمن و قد كانت تنتظر قراراته لتأتيها بقوات دولية تمتطيها لتركب علي ظهر الشعب السوداني و تقهره و تتسلط عليه دون مشروعية نيابية .
تحققت آمال الشعب السوداني بخطي ثابتة نحو إنهاء التمرد و اعوانه و جاءت الإنتصارات السياسية و الرياضية مواكبة لما تحقق عسكريا علي الارض بتقدم قواتنا الباسلة في سنجة و الفاشر و الخرطوم و بحري .
( غدا نكون كما نود )
باذن الله .
راشد عبد الرحيم