رأي ومقالات

عبد الماجد عبد الحميد يكتب: علاقة السودان مع روسيا .. مَنْ ( يدس المحافير؟!)

• ماذا تفعل روسيا للسودان أكثر من الذي فعلته يوم أمس بمجلس الأمن حتي تثبت للقيادة السودانية الحالية أن روسيا جادة وواعية للمضي في طريق علاقاتها مع السودان إلي أبعد وأقصي مدي ؟!

• من جهةٍ أخري هل ستواصل قيادة الدولة السودانية الحالية في التلكؤ والتردد لاستثمار الفرص التي تقدمها روسيا حتي تضيع منها آخر نقاط القوة التي يتكئ عليها السودان في مواجهة مجتمع دولي وإقليمي وعربي يتآمر بالمكشوف علي السودان ..حكومةً وشعباً ؟!

• الإجابة علي هذه التساؤلات تبقي مفتوحة .. ولا أحد من المتابعين والمراقبين يملك توقعاً علي المدي القريب والبعيد .. وقبل هذا وذاك لابد من التذكير بالمواقف الروسية الجادة والشجاعة مع السودان منذ اندلاع الحرب اللعينة قبل 18 شهراً مضت .. ومن التذكير هذا نشير إلي أن السفير الروسي بالسودان تأنّي في مغادرة العاصمة السودانية الخرطوم عندما كانت السفارات الأجنبية تتسابق فزعاً وخوفاً لإجلاء رعاياها من السودان .. يومها أعلنت روسيا أن بعثتها الدبلوماسية ستبقي بكامل طاقمها الدبلوماسي والفني بالسودان ولا داعي لإجلاء أي مواطن روسي من السودان !!

• ليس هذا وحسب .. ظل السفير الروسي السابق لدي السودان مباشراً عمله من مدينة بورتسودان وقام بتسليم المهمة إلي خلفه الحالي والذي يدير الآن أكبر البعثات الدبلوماسية في السودان ومقر السفارة الروسية ببورتسودان من أكبر مقار السفارات الأجنبية بالمدينة ..

• هذا من حيث الشكل .. أما من المضمون فإن روسيا تتحدث بطريقة مباشرة عن علاقات تقوم علي مصالح مشتركة بين الخرطوم وموسكو .. والقاصي والداني من ملف العلاقات السودانية الروسية يعلم ما تستطيع روسيا تقديمه للسودان في الظروف الراهنة بما يمكنه من مواجهة تحديات حرب تستهدف وجوده كدولة ..

• قبل أشهر حطّ الفريق مالك عقار رحاله في العاصمة الروسية موسكو .. وعقد لقاءاتٍ مثمرة مع أهم أركان الدولة الروسية ووقف عن قرب علي الأهمية التي توليها روسيا لعلاقتها مع السودان .. عاد نائب رئيس مجلس السيادة من رحلته تلك بحماس كبير لدفع عجلة الصلات بين البلدين إلي محطة ٍ جديدة .. ومما علمته أن الفريق عقار أخلي طرف رحلته بتقرير ضافٍ أودعه خزائن مجلس السيادة السوداني الموقر .. ومنذ ذلك التاريخ تم تكوين لجنة لتطوير العلاقات والاتفاقيات بين السودان وروسيا .. لكن مالك عقار ليس عضواً فيها !! .. ومنذ ذلك التاريخ خبا بريق تسارع الملفات العالقة بين البلدين ولا يعرف أحدٌ من غير المقربين من مجلس السيادة شيئاً عن أمر ملف العلاقة مع روسيا !!

• في منتصف ديسمبر القادم ينتظر أن تعقد اللجنة المشتركة للعلاقات السودانية الروسية اجتماعاً مفصلياً لقراءة ما حدث فعلياً علي أرض الواقع .. والمدهش أن روسيا التي حملت المعاول والفيتو ووقفت ضد أعداء السودان علي مرأي ومسمع من العالم كله .. روسيا هذه تراقبنا ونحن نحفر بالإبرة في رمال علاقاتنا معها التي تهب عليها العواصف من كل ناحية .. نحفر بالإبرة ولا نعرف من يدس المحافير التي يطلبها أصدقاؤنا الروس ليدفنوا معنا مشاكلنا وقد تخلّي عنّا الأباعد والأقربون !!

• الله غالب ..
عبد الماجد عبد الحميد
مصادر