الحزب الميطي
يحكى أن إعرابيا بعث له ابنه بزيارة للسعودية في أواخر رمضان. المهم صلى المغرب في الحرم. ثم صلى العشاء والتراويح. وبعد غفوة قام صلى التهجد. وبعد قليل جاء وقت صلاة الفجر. قالوا له هيا لصلاة الصبح. قال لهم: (كل “الدفسيب” بتاع البارح الصبح ما فيه؟). تلك القصة تقودنا لبيان منسوب لحزب الأمة القومي في موقع أخبار السودان بتاريخ (٢٠٢٤/١١/١١) كردة فعل لتصريحات الأمير عبد الرحمن الصادق المهدى نائب رئيس هئية شؤون الأنصار وإسماعيل كتر مساعد الرئيس للشؤون القانونية الذي إلتقى مالك عقار مؤخرا معلنا فيه الحزب تأييده للدعم السريع. يعني كل (دفسيب) قيادات الحزب منذ اندلاع الحرب وحتى صدور البيان لم يكن فيه صلاة الصبح (التأييد). وللأسف بعد رحيل الإمام أصبح الحزب (أم فكو). أما ببيانه هذا فقد وقف أمام الشارع (ميطي). بربكم انظروا لمقتطفات من البيان: (إن ميليشيا الدعم السريع تقف مع تطلعات الشعب السودانى لمحاربة دولة ٥٦). صراحة نتفق مع بيان الحزب الذي أشاد بمحاربة الدعم لدولة (٥٦) التي كان الصادق المهدي رئيسا لوزرائها مرتين. حيث أقدمت المليشيا بنهب بيوت قيادات الحزب لأنهم يمثلون الصفوية في أعلى مراتبها. وكذلك ذبح والي ولاية الجزيرة (صديق موية) كالشاة المنسوب لحزب الأمة القومي. لأنه من الجزيرة. ثم قال البيان: (إن الحرب الدائرة الآن في السودان بين قوات الدعم السريع من جهة والتي تقف مع تطلعات الشعب السوداني العظيم في البحث عن نظام حكم مدني عادل يسع الجميع. ويلبي أشواق السودانيين في الاستقرار والنماء والأمن والعيش الكريم. وهي نفس الشعارات والأهداف التي تبنتها ثورة ديسمبر العظيمة. وبين فلول وأنصار نظام أخوان الشياطين المباد وكتائبه الإرهابية التي تدعمهم كالبراء بن مالك وكتائب البنيان المرصوص والدفاع الشعبي والأمن الشعبي والعمل الخاص وغيرها من المليشيات الجهادية الداعشية المتأسلمة والتي سيطرت تماما على قيادة الجيش السوداني لمصلحة أجندتها والأيدلوجية الرجعية الهدامة). حسنا فعل الدعم السريع في البحث عن نظام حكم مدني عادل يسع الجميع ويلبي أشواق السودانيين في الاستقرار والنماء والأمن والعيش الكريم. تصور تبشير الحزب بالديمقراطية عبر بندقية حميدتي. وخلاصة الأمر نؤكد بأن البيان عبارة عن زلزال بقوة كبيرة داخل الحزب. فإن كان هناك عقلاء بالحزب عليهم إدراك ما يمكن إدراكه قبل فوات الأوان.
نشر المقال… يعني إدانة الصادق المهدي رئيس وزراء دولة ٥٦ مرتين.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الأربعاء ٢٠٢٤/١١/١٣