فيسبوك

في كل مرة يسألني أحدهم (جنسك شنو؟) أستحي وأتلعثم!!

في كل مرة يسألني أحدهم (جنسك شنو؟) أستحي وأتلعثم!!
فلو تماهيت مع العرف المجتمعي ورددت الأمر للتصنيفات القبلية مجهولة المصدر سأقول (شايقية) ولكني والحق يقال (تجميع الخرطوم) ولم يسبق لي أن زُرت أرض جدودي ولا أعرف الكثير من أقربائي بالدم ولم أرَ من (الشمالية) و(أرض عيال شايق) سوي (سد مروي) في زيارة مهنية خاطفة قبل سنوات قليلة!!
ولدت… وترعرعت.. ونشأت… ودرست… عمِلت… وتزوجت في (الخرطوم)… كُتبت قصة حياتي الضاجة بالأحداث مابين (الحلة الجديدة) و (أبو آدم) و (جبرة)!!
لم أخرج حتي من دائرة (محلية الخرطوم) بحسب التصنيف الجغرافي للعاصمة!!
وبعد أن بلغت من العمر اشُده سنح لي إمتهاني للكتابة الصحفية بالتجوال في عدة محاور وولايات لأفغر فاه الدهشة وأنا أكتشف التعدد الثقافي والتنوع المجتمعي والثراء الإقتصادي للسودان الحبيب.
في الطريق البري مابين (الأبيض) و(كادوقلي) صادفت أجمل طبيعة بِكر لم تستغل بعد… رحابة (بابنوسة) وحليبها الصافي كقلوب الرُّحل هناك، وفواكه (أبو جبيهة) و (رشاد) المنثورة علي الطرقات!!… وفي الطريق إلي (الفشقة) لتقديم واجب الوطن وجدت في (قضارف) الخير حفاوةً غير مسبوقة!!.. علي (ضفاف القاش) في (كسلا الحبيبة) إستمعت لقصائد (هلاوي) وتمثل لي فارس أحلامي في (شموخ توتيل) وحنية (جناين كسلا) المثقلة بالمانجو !!… وأمضيت الليل في سمر لطيف عند (وادي نيالا) ثم أصبح الصبح فوجدت السيل الجارف قد غسل آثار أقدامي في أسرع تحول مناخي يعبر حياتي!!.
وهكذا….
إنني ببساطة شمالية الجذور… شرقية الهوي… وسطية المنشأ… غربية الدهشة… جنوبية الحنين.
وأعلم أن مثلي كثير لايعلمنا عن القبائل والمناطق سوي الأسماء وبعض الصلات الواهية كل حسب أسبابه.
ولايسعني إلا أن أقف بكل شجاعة وصدق لأقول #أنا_سودانية أنتمي بفخر وإمتنان وأدين بالكثير للحبيبة #الخرطوم❤️
وأسأل الله بقلب واجف أن يردني لرحابها عاجلاً غير آجل ببركة الجمعة الجامعة.
د(اليا) س