خطر على بال الوالي فجأة ان يعلم حماره الكلام، فقرر أن يستدعي جحا لهذه المهمة بعد أن عجز عنها حكماء الولاية، وعندما دخل جحا على الوالي وقدم له التحية قال له الوالي: إذا أعطيتك الآن عشرة آلاف درهم، كم تحتاج من الوقت لتجعل حماري يتكلم؟، أمعن جحا النظر في حمار الوالي وفكر قليلًا ثم قال: سيستغرق تعليم هذا الحمار أربع سنوات ياحضرة الوالي، قال الوالي: خذه معك ولا تأتيني به إلا وهو يتكلم وإلا… قطعت رأسك، قبل جحا بالعرض وخرج يجر خلفه حمار الوالي وعلى ظهره كيس النقود وسط دهشةٍ من الناس، قال له أحد أقربائه هل جننت ياجحا كيف ستعلم الحمار الكلام؟ لقد حكمت على نفسك بالإعدام مقابل عشرة آلاف درهم!، فرد عليه جحا قائلًا: أعلم جيدًا أن الحمار لا يتعلم ولكن المهلة التي أعطاني إياها الوالي كفيلة بأن تغيب أحد الثلاثة، فإما أن تُقبض روحي أو يموت الوالي أو يموت الحمار.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية ارتبط رمز الحمار بالحزب الديمقراطي منذ نحو 150 سنة، ويعود الفضل في اختيار رمز «الحمار» للمرشح «أندرو جاكسون» الذي أسس الحزب عام 1828م بعد خسارته في الانتخابات الرئاسية، أما الفيل فقد بدأ استخدامه كرمز للحزب الجمهوري في أواخر القرن التاسع عشر، ويعود الفضل في ذلك إلى رسام الكاريكاتير «توماس ناست» الذي نشر في عام 1874م رسما كاريكاتوريا في مجلة «هاربرز ويكلي» صور فيه الفيل كممثل للحزب الجمهوري، معبراً عن القوة والصلابة.
قد يعيد فوز «الفيل الجمهوري» للذاكرة الكثير من التحديات التي واجهت العالم عمومًا والمنطقة خصوصًا، وقد يحمل فوزه أخبارًا سارة لبعض الأطراف في المنطقة وعلى رأسها «الكيان الصهيوني» الذي احتفى بهذا الفوز حيث علق «النتن ياهو» على فوز ترامب قائلًا: «إنها أعظم عودة في التاريخ»، ومن المعلوم لدى الجميع أن الأربع سنوات القادمة، وهي فترة الحكم الثانية لترامب ، ستكون الفرصة الأخيرة له ليخلد اسمه في التاريخ الأمريكي ويضع بصمته في العالم عمومًا والشرق الأوسط خصوصًا.
وفضلًا عن التسارع المتوقع في وتيرة التطبيع لإنجاز مايسمى بـ «صفقة القرن»، فإن على الأطراف المخلصة في المنطقة العمل على إبطاء وتيرة الأجندات المشبوهة والتي لا تعمل لصالح قضايا الأمة المصيرية لا بالمواجهة المباشرة، ولا بالتورط في خصومات حادة، ولكن باحتواء التحديات وكسب الوقت على طريقة إستراتيجية جحا مع حمار الوالي حتى تنقضي الفترة الرئاسية بأقل الأضرار، (لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا).
المهندس إبراهيم بن هاشم السادة – الشرق القطرية