رأي ومقالات

هاشم صديق صداقة تحت ظلال المحكمة

1. منذ صدور العدد الأول من ألوان في أوائل الثمانينات كنت حريصا جدا بأن يزين العدد حوار ساخن مع أحد مثيري الجدل في المجال السياسي والفكري والثقافي والرياضي، وكان هذا سبباً حقيقياً في شهرة ألوان وسعة انتشارها توزيعها، بالرغم من أن تصديقها في مايو كان ثقافياً، وقد احتكرت الصحف المايومية صفة الشمول والسياسة، ولكننا ما كنا نعدم الحيلة في الهروب من هذا المأزق. ومن الحوارات التي ما زالت في الخاطر ذاك الحوار الذي أجريته مع الشاعر والصحفي والمفكر التجاني سعيد صاحب ( قلت أرحل) و(من غير ميعاد) وصاحب الديوان العجائبي في مدرسة القصيدة الحرة ( قصائد برمائية) وفي آخر الحوار سألته عن مجموعة من الشعراء من ابناء جيله. وعندما سألته عن هاشم صديق كانت اجابته التي تداولها شعراء العامية والفصيح (كان شاعراً)
2. وبعد مرور أكثر من ٢٠ عاما من ذاك الحوار أصدرت مع ألوان صحيفة الحياة والناس الاجتماعية صاحبة الشعار المشهور “تفاحة الصحافة السودانية” وقد لاقت نجاحا كبيرا وانتشاراً حيث كان رئيس تحريرها الأول الأستاذ الشاعر الصديق الراحل سعد الدين ابراهيم صاحب (العزيزة) و(عن حبيبتي بقولكم) وكاتب القصة والمعد وكاتب السيناريو بالاذاعة السودانية. ومن بعده ترأس تحريرها الصحفي الرياضي الراحل حسن مختار صاحب “حزمة تفانين” “ومن الركن “، ومن بعده الأستاذة منى أبو العزائم أول رئيسة تحرير بصحيفة يومية سودانية. وقد خرّجت هذه الإصدارة عددا مقدرًا من الاعلاميين للصحف السودانية والاذاعة والتلفزيون. وكان من بين الفريق محرر فني شاب له صلة مصاهرة مع الشاعر هاشم صديق، وكان يتعهد بالصفحة الأخيرة باب صغير بعنوان “مقطع” ينشر في كل عدد مختارات من نصوص الأغنيات السودانية، وفي إحدى الأيام نشر ٧ ابيات من قصيدة للشاعر هاشم صديق.
3. وبعدها بأيام وكنت حينها بصحيفة ألوان وقف أمامي شرطي من محكمة حقوق الملكية الفكرية، وكان الشاكي هاشم صديق اصابتني دهشة كبيرة وأنا أقلب ورقة الاستدعاء، وقد سألت سكرتير تحرير ألوان هل تم نشر أي مقال أو خبر حول سيرة هذا الشاعر؟ أو نشرتم له نصاً كاملاً دون استئذانه؟ فنفى لي ذلك بتاتاً. وفي اليوم التالي ذهبت لمقر المحكمة ودلفت إلى مكتب الشرطة حيث التحقيق الأولي، وكانت دهشتي الثانية البالغة حين أخرج لي المحقق عدد الحياة والناس وبه ٧ أبيات موضوع البلاغ. وبعد الأسئلة المعهودة دافعت عن الصحيفة وجاوبت على بعض الأسئلة وانصرفت لاعتقادي بأن الأمر قد انتهى عند هذا الحد.
4. وبعد اسبوع واحد جاءني ذات الشرطي باستدعاء جديد للجلسة الأولى للمحاكمة. وكان في ركن خارجي للمحكمة مقهى صغير ينتظر به المتقاضون حتى طلبهم المثول أمام القاضي. وفي أقرب منضدة عند المدخل وجدت الأستاذ الشاعر جالساً بحضوره المهيب، سلمت عليه ورحب بي وطلبنا القهوة كعادة السودانيين، وقد انستنا مودة أمدرمان بأننا خصوم. وعندما دلفنا لموضوع القضية قال لي بصوتٍ غاضب: (ما قلتوا كان شاعراً) فقلت له: معقول يا هاشم ٢٠ سنة لم تنسى هذه الجملة؟ ضحك وقال لي: لن انساها إلى أن أدخل القبر فقلت له: اذن لماذا لم ترد على التجاني سعيد فقال لي: أنا فايق أرد على التجاني سعيد، دة قاري فلسفة وابوه ملياردير.
5. دخلنا على القاضي وكنت وحيداً بلا محامي وقد اكتشفت على كثرة القضايا في المحاكم أن التي اترافع فيها عن نفسي اكسبها، وأن التي يصطحبني فيها محاميا أخسرها. وقد اتعبت في تلك الجلسة هاشم صديق تعبا شديداً، وأرهقته بلؤم الصحفيين ودربة المهنة. وقد خرج من تلك الجلسة يتصبب عرقا، ولكن الرجل تعلم ألا يستسلم، وتوالت جلسات المحكمة وتوالت جلسات المقهى. وقامت بيننا لا أقول صداقة، ولكن كان تعارفاً حميما مع شاعرٍ كبير. وقد مازحني في إحدى جلسات المقهى قائلاً تبدو هنا لطيفا عكس شخصيتك وانت داخل المحكمة فقلت له: أنا في المقهى اتعامل مع هاشم الشاعر، ولكن داخل المحكمة أتعامل مع هاشم التاجر فانتفض غاضباً: انت بتفتكر أنا تاجر؟ فرددت عليه بغلظة: لو ما انت تاجر يا هاشم في زول يحظر نصوص عركي بعد الصداقة التي بينكما، وأغنيات ود الامين وقد أصبحت جزءا اصيلا من ثقافة الشعب السوداني؟ هي التجارة دي كيف يا هاشم؟ فقدم عليه الرحمة مرافعة غاضبة على اتهامي، ولكنها لم تكن مقنعة بالنسبة لي، ولم يقطع هذا التداول الشرس الغاضب إلا نداء حاجب المحكمة.
6. ومن بعد ذلك انداح الأنس الحبيب بلا توترات وقد أزلت الجفوة المفتعلة بحديث مادح عن الرجل فقلت: يا هاشم يكفيك أنك وانت في العشرين من عمرك اهديت للشعب السوداني الملحمة، وهو عمل ابداعي فياض بالثورية والوجد الوطني وهو نص لا يستطيع أن ينال مثله الكبار من سبقوك في هذا المضمار، ويكفيك شرفا يا أستاذ هاشم أنك صاحب “يا جنا” و”حروف اسمك” و”النهاية” و”اضحكي” و”اذن الاذان” و”حاجة فيك تقطع نفس خيل القصايد”.
ويكفيك فخرا أنك كتبت في قلب النظام المايوي يتيمة المسرح السوداني “نبته حبيبتي” ووقفت كتفاً بكتف منافساً العبقري حمدنا الله عبد القادر صاحب “خطوبة سهير” بمسلسلك الإذاعي الذائع الصيت “قطار الهم” . ابتسم منشرحا وقال في حبور: انت تبدو يا أستاذ تعرفني أكثر بكثير من أصدقائي ومعارفي فقلت له: هذا قليل من كثير فأنت استاذ المسرح والنقد، صاحب البرامج التلفزيونية والإذاعية وصاحب الكتابات الصحفية، وقد أفضت في ذلك. وعندما دلفنا نحو قاعة المحكمة قال للقاضي بصوت ما بين العلانية والهمس: أنا عندي شاهد واحد في الجلسة القادمة واكتفي بذلك.
7. وفي الجلسة الأخيرة جلسنا طويلا في المقهى، وحكى ونحن في انتظار شاهده الذي تأخر كثيرا -وكان من حظي- قصة صراعه مع الشيوعيين وعن الحملة الشعواء التي تعرض لها بعد أن جاء من أنجلترا والتحق بمعهد الموسيقى والمسرح والتي أتهِم فيها بموالاة النظام المايوي من أجل الوظيفة، وهي حملة طالت الدكتور خالد المبارك مدير المعهد الذي نسي الرفاق له أنه كان رأس قائمة الجبهة الديمقراطية بجامعة الخرطوم ما بعد اكتوبر وفي ايامهم الزاهيات. وتلخيصا للمعركة قرأ لي قصيدته الشهيرة المحاكمة وهي واحدة من أجمل القصائد السودانية في مجال النقد السياسي والدفاع المشروع عن النفس والموهبة ومازلت أحفظ الكثير من مقاطعها وهي طويلة وأرجو من القراء مراجعة النص كاملا في ديوان الشاعر. وقد طلبت منه أن يقرأ لي قصيدة اجترار وهي من بواكير شعره والتي حين نشرت صاح منشد وادي عبقر ( إن حارة بانت بامدرمان قد ولدت شاعراً ومسرحيا وأديبا سيكتب اسمه على جدار الإبداع السوداني القشيب)
8. خرجنا بعد الجلسة الأخيرة وهي أول قضية في حياتي حزنت أنها قد انتهت حيث حرمتني من تلك الجلسات الودودة مع الأخ والصديق من بُعد هاشم صديق، وقد فوجئت بعد أكثر من شهرين باتصال هاتفي من الرجل يخبرني بطريقته الساخرة: القاضي الجبان دة يا حسين يبدو إنه خاف منك، فقد حكم لي بتعويض لا يكفي ثمن روشتة لأدوائي الكثيرة. قلت له ضاحكا عبر الهاتف: لا تظلم القاضي يا هاشم لم يكن خوفا، ولكن حكمه كان احتراما لك فالقضية لم تكن تسوى أو تساوي كل هذه الجلسات والرهق، ولو كان قاضيا غيره لشطبها من الجلسة الأولى.
9. اتصل بي الأخ الدكتور صلاح الدين الفاضل المخرج والإعلامي والأستاذ الجامعي الشهير، وكان مديرا يومها للاذاعة السودانية وقد طلب مني أن أواصل سهراتي الإذاعية في رمضان “مع أهل القمة”، واقترح ٤ حوارات مع الفنان الأسطوري محمد وردي الذي كان يطلق عليه صديقنا عوض بابكر في إحدى شطحاته البرامجية لقب (الامام محمد عثمان الوردي السوداني قدس الله سره ونفعنا بعلمه) فقال لي: يمكن أن تتصل به وتختار الضيف المرافق له وفعلا اتصلت بالفنان وردي وكان الرجل معجبا بمقالة كتبتها ودافعت عنه بعد أن هاجمه الرفاق هجوماً لاذعا جهرا وسرا خاصة عندما التقى بالرئيس وبلدياته الفريق عبد الرحيم محمد حسين. فقد قلت في تلك المقالة أن محمد وردي ود البلد لم يغير مبادئه ولم يذعن لأحد ولم يجامل، لكن الرجل بذكائه وثقافته كان يعرف الفارق ما بين السلطة والدولة. فحين خرج من سجن مايو لم يقاطع التلفزيون ولا الإذاعة ولا المسرح ولا احتفالات القوات المسلحة ولا أفراح الرسميين لأنه كان يعرف إنها مؤسسات تابعة للدولة والشعب وليس للنظام. وهاشم صديق من هذه الشاكلة من المثقفين الأذكياء الذين فرقوا ما بين الدولة والسلطة دون أن يقدم تنازلا واحدا إلا بما يأنسون له ويعتقدون. وحينما اخبرت صلاح الدين الفاضل بترشيحي لهاشم صديق ليكون الضيف المرافق لوردي في الحلقات ضحك ملياً وقال لي: إن هاشم لن يوافق لك ولو منحته الذهب. فقلت له: لا عليك أنا سأحاول فاتصلت به بعد أن زودتني صحفية كانت معدة تعمل معنا بقناة أمدرمان بهواتف أصدقائه المقربين وهاتفه الخاص. فرد علي هاشا باشا واخبرته بأمر السهرات بدون تردد قال لي: ومن يرفض يا أستاذ هذه الفرصة بأن يوثق سهرات مع الهرم الكبير محمد وردي. وفعلا سجلنا الأربعة سهرات مع وردي وغنا فيها كما لم يغني من قبل، وقرأ هاشم صديق مجموعة من قصائده المسافرة بالعذوبة والحنين. وكانت ثمانية ساعات من الذكريات التي بقيت في ذاكرة المستمعين وفي ذاكرتي الخاصة. وأتمنى من كل قلبي ألا تكون قد طالتها أيدي التتار الجدد بالإحراق أو بالتبديد. وفي سانحةٍ أخرى اتصلت به قبل أن أجري السهرات الشهيرة مع الباشكاتب ود الامين حيث وثق لي ثلاثة من أغنيات هاشم صديق والتي وافق أن يمنحنا التنازل منها مع الأجر وتوثيق المحامي. وقد أرسلت له الأوراق القانونية للتوقيع فهاتفني ضاحكاً: يا أستاذ ما بيناتنا فقلت له: حتى بعد التوثيق القانوني يا هاشم الله يستر، فضحك بضحكته المحسوبة المخارج والمدى. وقد وعدني بحلقات حوارية في برنامج “مطر الألوان” يستعرض فيها تجربته الشعرية والمسرحية، ولكن ظروف الاعلامي والسياسي قد باعدت بيننا فلم يكتب القدر لهذه الحلقات أن تتم، وما زال الأمر يحزنني إلى اليوم.
10. حزنت جداً حين جاءتني ابنتي الاعلامية والكاتبة ملاذ مذهولة بصورة للراحل هاشم صديق على كارو يحمله من صومعته ببانت إلى أقاصي مدينة المهدية بعيدا عن الرصاص والاقتحام، وكان الرجل قبل اليوم محمولاً على أكف المعجبات وأكتاف المعجبين وعلى قامة المنابر وقامة الهتاف. وبكيت البارحة حين نعى الناعي رحيل ابن امدرمان الشاعر الكبير هاشم صديق الملك علي، وبرحيل هاشم يمكننا أن نقول بمنتهى الثقة أن آخر النوارس المرفرفة بالابداع والافصاح عن ابناء شعبنا وآمال أمتنا وغناء حناجر الرجال والنساء والأطفال قد غادرت شواطئنا بغير عودة. وبرحيل هاشم صديق اغلقت مدينة امدرمان واحدة من أنصع صفحاتها الابداعية المليئة بالهدوء والصخب والمعارك والاختلاف المعرفي، الذي كان يحرك ساحات المسرح والصحف والمنابر والغناء والأناشيد. وبرحيل هاشم صديق تبقى المقاعد خالية وقد أضرب المتفرجون عن الحضور، وقاطعت الاذان القلوب والعقول ملامسة القصائد الجياد والأغنيات المسافرة.
11. وأخيرا جداً وقبل أن نضع الشواهد على القبر البعيد بالامارات العربية، ذلك القبر الذي كان صاحبه يحلم بأن يكون تحت شجرة في احمد شرفي أو البكري أو حمد النيل، ولكن يا هاشم لا تدري نفس بأي أرضٍ تموت. وقبل الوداع لي كلمة لابد أن تقال انصافا للرجل وانصافا لسيرته السياسية والنضالية. فهنالك طليعة من المبدعين السودانيين من كتاب وشعراء التحقوا يوما بمعسكر اليسار العريض منذ الأربعينات فاكتشفوا أن حزبهم الطليعي وجبهتهم الوطنية الديمقراطية الموعودة كانت تحرّم كلمة لا. وتحرم كل من يرفع صوته لرأي مخالف للحزب ولصنمه الكبير السكرتير العام، هرب من هرب وأذعن من أذعن وأدمن من أدمن وانزوى من انزوى وخاف من خاف وانتحر من انتحر مثل الراحل الشاعر شيبون، وصمد الكثيرون في وجه عاصفة الجبهة المعادية للاستعمار أو الحزب الشيوعي أو الجبهة الوطنية الديمقراطية التي كانت تجمع في ثوبها الفضفاض أعضاء الحزب والأصدقاء والانتهازيين والمؤملين في المناصب أو البعثات في الاتحاد السوفيتي واوروبا الشرقية. وقد صمد القليلون أمان حراب الرفاق وحملاتهم، ويقف في طليعتهم الراحل صلاح احمد ابراهيم صاحب “غضبة الهباباي” في منازلة الرفاق وهاشم صديق بقصيدته التي احتفى بها الوسط الأدبي والسياسي طويلاً قصيدة “المحاكمة” التي كشف فيها معركته مع عضوية اليسار والحزب، وما يسمى بالجبهة الوطنية الديمقراطية. وفي حلقة وردي طلبت منه أن يقرأها فأوقف التسجيل وقال لي ضاحكا: مالك يا حسين داير تولع النيران تاني؟ وبعد الحلقة وانتهاء التسجيل قرأها لنا بصوته الهتافي الثائر الذي يقف في منطقة وسطى ما بين الحزن والسعادة، وما زالت في خاطري بعض مقاطعها: لئيمة مكايد الأحقاد
وكت تنعيكا للدنيا
قبيحَه خناجِر الأصحاب
وكت تطعن ضَهَر غُنيه
غبية محَاكم الفاشيست
وكت تلوي الضمير عِنْيّه
وأمينه دفاتر الأشعار
صِدِق كلماتها بالدنيا
……..
أرافع لا لقاضي الحِزب
ولا لي عَسْكر السُلطان
أرافع لي ضمير الشعب
تِحت زُرقة سما امدُرمَان
أدق طبل الغضب وأصرخ
وأقول كل الكَلام مليان:
– مزيّف في جرايد الحاشيَه
والطغيَان
مجرّح بالكلام إسمي
من السَفله ومن الصُحبَان
مرسوم يوم تِحت لافته
ومكتوب يوم تِحت عنوان
(فيلم هندي) القصص عنِّي
(مليودراما) وبالألوان.

مُواجه بي قلم فاشي
ومصلوب في جرايد السر
تقول عقل الوطن ناسي.
مناضِل قالوا لو (حزبي)
وسَاقِط لو (ديمقراطي)
صَحيح صِبح الفهم واطي
وضمير القاضِي ما خجلان
يشد سَاعد المناضِل يوم
ويوم يكتب في إسمو هوان
تقول كسّرت سِن قلمي
وتقول با يعت للشيطان
تقول معنى النضال أصبِح
قلم سايح بدون أوطَان
تقول (الِرِدّة)
رجعة قدمي للسودان.
—-
……..
وبين تنكيل قلم جَاهِل
وتحليل حَمَلة الأختام
بقيت ثائر بدون تاريخ
وراجي إشارة الإعدام
وكل التُهمَه ما ساومت
ما إستسلمت للأحلام
ما إستنيت خلاص بلدي
بإيد ثوار من المريخ
سيوف ميته وطول أقزام.
…….
كرهت تفاهة الثوار
وكت يبقى النضال قعده
كَرِهت قصايد الحفلات
عن (الثورة) وعن (الجبهة)
كرهت معَارِك الأحقاد
تحيل إسم البلد لعبه
كرهت تطاول الأولاد
والساقطين من النقّاد
وصوت ( فنان) ملوّث
بي هوى الأسياد
وسَاقِط من ضمير الكلمه
والمبدأ
وحامل راية الأوغاد.
…….
أموت يا وطني
بي خنجر مكايد الحاشيه
والطاغيه
ولا الشايلين إسم ثوار
وهم من عُصبَه المافيا؟!
أقوم يَا وطني من جرحى
أشوف بي رؤية العافيه
جروحك في المزاد للبيع
وإسمك في خُشوم لاهيَة
وأحسك غابه من أشواك
عليك قَدَم البِحِس حافية
(يمينك) لعبة الأوزان
(يسارك) يا وطن تايه
مقسّم في الحرِب كيمان
نقيف في سِكة الجبهه
نتوه في سِكة الجبهه
كانك ما قَدُر نصبح
عشانك يا وطن وِحده.
كأننا لسه في الأحزان
جروح من واقعَة الرِدَّة
ناصبين للحُزُن صيوان
ومستنين فرح مجهول
يَجلجِل في سما السودان.

حسين خوجلي