بيان لأبناء مدينة الهلالية بالخليج العربي

بيان لأبناء مدينة الهلالية بالخليج العربي
رسالة إلى الضمير العالمي
أيها العالم:
(نحن نموت على رأس كل ساعة، فكم يكفي من ضحايا حتى يستيقظ ضميرك، كم) ؟؟
نحن مواطنو مدينة الهلالية وسط السودان، نواجه منذ صباح التاسع والعشرين من أكتوبر توحشا غير مسبوق في تاريخ البشرية، نواجه آلة شر لا تفرق بين طفل أو شيخ.
نحن ومنذاك اليوم نتلظى تحت نيران وشرور مليشيا الدعم السريع التي لم يشبع الرصاص شهوتها في الإبادة فلجأت لسياسة الحصار الذي لا يزال العشرات يموتون خلفه نتيجة تسمم غامض لم تعرف أسبابه بسبب ذات الحصار المضروب على العزل هناك مع صعوبة إن لم يكن استحالة التواصل معهم.
وإمعانا في سياسة الحصار قامت المليشيا بتعطيل مصادر المياه والكهرباء ومنع المواطنين من الوصول إليها ونهب جميع السلع الغذائية بالمنازل والمتاجر، ثم أجبرت السكان على إخلاء منازلهم بعد سرقتها ونهبها بالكامل، واضطرّوا للاحتماء بدور الصوفية (المسيد) وقد تمكن بعضهم من المغادرة بعد دفع جبايات مليونية للمليشيا لأجل السماح لهم، أما الذين لا يملكون ينتظرون مصيرههم موتا بالرصاص أو التسمم ليلحقوا بأكثر من 130 قتيلا ودعتهم الهلالية التي باتت تودع مواطنيها على رأس كل ساعة.
نناشد المنظمات الإنسانية والمؤسسات الدولية بالقيام بواجبها الإنساني أولا وإنقاذ من تبقى من سكان الهلالية قبل أن يواجهوا مصير من سبقوهم، والتحقيق في ملابسات حالات التسمم الجماعي وشبهات القصد الجنائي.
ونلفت الانتباه إلى أن الوضع في منطقة “أم ضوا بان” مقبل على كارثة مماثلة إن لم يحدث تدخلا إنسانيا على وجه السرعة، إذ تنصب المليشيا المسعورة كمائنها هناك لاحتجاز المواطنين، تارة تبتزّهم بدفع الملايين مقابل الخروج وتارة تمنعهم المغادرة.
على ضمير العالم الذي يشاهد ما يحدث مثل فيلم رعب في دور السينما، أن يقوم بواجبه الآن وليس غدا. ما يجري في الهلالية هو ليس جريمة حرب، هو كل جرائم الحرب التي أرتكبت في تاريخ الحروب والتي لم ترتكب من قبل.
+++
أبناء مدينة الهلالية بالخليج العربي
8 نوفمبر 2024

Exit mobile version