رأي ومقالات

رحل الرشيد الرجل الرشيد

□ نازعتني نفسي هذه المرة وأنا اتلقى الخبر، شعرت بحزن دفين، فقد كنت اتوقع شهادته وذلك سعيه، ولكن صلة ما، ومودة ما، وحظ نفس ما جعلني اتغافل عن ذلك، وانتظر أن نلتقى ونتحدث، ووجهه الوضىء يشع بالنور وبالصدق، نال العزيز العقيد م مأمون الرشيد مبتغاه، وصعدت روحه لله اليوم، بعد أكثر من عام، قضاها مرابطا ومتقدما لجنده بينهم دوما، وكانت كل مهامه العصية منجزة، بعزم الرجال وحسن الترتيب والقيادة، وقبل ذلك توفيق من الله، كان قد نصب مصيدة الهلاك للمليشيا على طريق المصفاة، واحال الطريق هناك إلى اكوام من الشواهد، لقد أثخن فى العدو. □ وكان فى مقدمة الجند فى وثبة بحرى، وهو يهتف مع جنده، لا تكاد تميزه من بينهم.

□ لم يركن العقيد م مامون لغبينة إحالته للمعاش فى ظل حكومة حمدوك وشلته، وحين جاء النداء سارع بالفداء، يبذل النفس والعرق والسهر، وعلى وجهه ذات الابتسامة.
□ الوطن عنده وأمثاله قيمة عالية ودين مستحق دونه المهج والارواح.
□ لله درهم، إلى لقى الله اليوم.
سيفتقده وطنه، سيفتقده اهله، سيفتقده زملاءه، وسيبكيه جنده، نعم نال الشهادة، ولكننا نفتقد أمثاله من الأخيار، فهم مهر أمان السودان واهله.
□ وكما قال الفرجوني فى عزاء حسان:
مفقود يا خريف دار ال بمهل النجعة..
ببكى عليك بكايا فيه كمين وجعة..
آخرهن فراقا لا خبر لا رجعة..
واولهن رحيلا سيتو لينا فجعة..

لا شك ، انها اقدار الله ، وبها نرضى ، ومواكب الشهادة وحسن اللقيا ، ودماء هؤلاء مثل القناديل تضىء دروب السالكين.. فهم قوم إذا عرفتهم ألفتهم..

كان العقيد م مامون سكرتيرا للفريق اول عبدالرحيم محمد حسين حين كان واليا للخرطوم، وعبدالرحيم رجل دقيق وحريص، ولذلك اتى بمامون قربه، وعرفته عن قرب وتعاملنا معا، وخططنا وفيه ذلك الحس العالى بالمسؤولية وتلك اللمسة الانسانية فى تعامله مع من حوله، لا شك أنهم اصبحوا عائلة واحدة..

تقبلك الله فى الخالدين ورفع مقامك فى جنات النعيم وفى لقيا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم..
الله اكبر.. الله اكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين..
حفظ الله البلاد والعباد
ابراهيم الصديق على
8 نوفمبر 2024م..